يعتبر مرض الدرن الرئوي المفتوح من الأمراض المعدية الخطيرة السريعة الانتشار بسبب الميكروب المسبب ذي المرضية العالية ويعتبر هذا المرض القديم الحديث والذي أثبت وجوده قبل 4000 سنة قبل الميلاد على بعض الجماجم في العصر الفرعوني أكثر الأمراض صعوبة في العلاج خاصة متى ما كانت السلالات المؤدية للمرض مقاومة للمضادات العلاجية له وبناء على تقارير منظمة الصحة العالمية فإن ثلث العالم مصاب بالمرض ..و مليون شخص جديد يصابون بالمرض سنويا ومتوقع أن تظهر الأعراض بشكل واضح على ثمانية إلى عشرة ملايين من إجمالي المصابين يتوفى منهم ما يقارب الثلاثة ملايين. ومنذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية في العام 1993 أن مرض الدرن الرئوي المفتوح مشكلة كل العالم مازال المرض من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة وليس بالإمكان السيطرة عليه في أجزاء كثيرة من العالم خاصة الفقيرة فيها وحتى بعد أن عرف العالم تطعيم ال بي سي جي في العام 1928 لم يكن التطعيم ليقدم الفاعلية المطلوبة ضد الدرن الرئوي بل إن المناعة للأشخاص الذي تقبلت أجسادهم اللقاح لم تزد عن خمس سنوات في بعض مناطق العالم وفي مناطق أخرى لم يظهر في الأشخاص المستخدمين للقاح أي أجسام مضادة للمرض وفي جميع الأحوال يظل المرض مشكلة عالمية تتزايد مع كثرة السفر والترحال بين البلدان وتتزايد فرص انتقاله في الأماكن المغلقة والمزدحمة القليلة التهوية خاصة إذا ما كان هناك اتصال مباشر مع المصابين حتى ولو لفترات قصيرة ، وتزداد المشكلة داخل أروقه المستشفيات عند عزل المرضى المصابين فرغم وجود إجراءات صارمة في تطبيق ذلك من ناحية الأسس الوقائية في داخل الغرف ومن قبل العاملين الصحيين إلا أن مشكلة تفهم ذوي المريض وأقاربه لفكرة العزل تكاد تكون معدومة .. فما زلنا نواجه المشكلة عند الزيارة حتى وإن كان المريض في وضع معدٍ خطير ومازال إهمال أخذ الاحتياطات عند دخول الزوار الغرفة مما يعرض الزوار إلى المرض ولازال أمامنا الكثير حيال توجيه الزوار والعامة عن الأساسيات الوقائية المطلوبة عند الدخول على مرضى الدرن الرئوي المفتوح داخل المستشفات خاصة وأن الوضع المعدي هو وضع مؤقت لايلبث أن يزول بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد العلاج متى ما كنت السلالات المحدثة للعدوى سلالات تستجيب للأدوية الدرن، ورغم تطور البحث العلمي في هذا الشأن خاصة من حيث الأجهزة الحديثة والتي تساعد على تعقيم الهواء والأسطح بشكل فعال جدا كأجهزة الغاز المنتج لفوق أكسيد الهيدروجين أو الأشعة الفوق بنفسجية أو الذبذبات الألكترونية القاتلة لميكروب الدرن تبقى التكلفة العالية لهذه المنتجات من العقبات المهمة في استخدامها بشكل دائم. (*) استشاري مكافحة العدوى ووبائيات المستشفيات في صحة جدة.