•• لقد أصبح من السائد والمعروف والمألوف أنك إذا أردت أن تعقد أمرا وتطيل أمد مشكلة هو أن تكون لها لجنة لحلها.. وفي الغالب هم لا يتفقون وإن اتفقوا حول أمر اختلفوا على عدة أمور.. وهكذا إن دخلوا في نفق لم يخرجوا منه. •• وهم يقولون إن تعدد الآراء ظاهرة صحية وديموقراطية ومن أجل هذا لابد أن يعارض بعضهم البعض الآخر وأن يصبح الخلاف والاختلاف أمرا ضروريا وأن تؤجل العديد من المشكلات حتى يحل الخلاف.. ومن هنا يسقط الجميع في شرك التأجيل والتسويف والتعطيل.. وقد يستمر هذا الاختلاف شهورا وسنوات.. فنحن أسياد العناد على هذه الأرض كعرب والعرب إذا لم يختلفوا ليسوا عربا وهذه حالة قومية ميؤوس منها فنحن نختلف في بيتنا الصغير وفي بيتنا الكبير إذا اتفقنا اليوم فلابد أن نختلف غدا. •• وفي البرلمانات العربية يصرخون ويشتمون ويضرب بعضهم بعضا بالأحذية باسم الحرية كما شاهدنا في بعض البرلمانات أخيرا وقديما وربما لاحقا.. وفي هذه الأجواء العدائية بكل تأكيد تولد الدكتاتورية والرأي الواحد الحازم والصارم كحل فعال ومقنع للغوغائية والشقاق.. •• وهناك العديد من البرلمانات العربية التي تم حلها ومحاولة إعادة انتخابها وتشكيلها من جديد ثم حلها مرة أخرى وهكذا. •• وما نشهده اليوم حقا في بعض البرلمانات العربية يؤكد لنا أن بعض البرلمانيين لا يمتون للسياسة بصلة وأنهم قد أقحموا إلى مهمات تشريعية ووطنية كبرى هم لا يفقهون فيها شيئا وإن بعضهم يسعى إلى مصالحه قبل مصالح الوطن.. •• وقد لا يضير «بعضهم» أن تشتعل البلاد وأن تدمر المنشآت ومكاسب الوطن في سبيل البقاء على مصالحه الشخصية.. •• وقد تتفق مجموعة من البرلمانيين على إقصاء مجموعة أخرى.. ولا يهم أن تفجر المدن ويقتل الناس.. وتعم الفوضى.. ويسود الاختلاف.. حتى تكاد أن ترى أنه لا شيء يمكن أن يتفقوا عليه.. •• وبالطبع فإن هذا الاختلاف المشين والفاسد يترك تأثيرا مباشرا على حياة الناس الذين يخرجون إلى الشارع مطالبين بحقوقهم التي أغفلت والتي لم يهتم أدعياء السياسة بها.. •• إن من يود أن يحكم الناس لابد أن يصل إلى قلوب الناس أولا ويهتم بتوفير الحد الأدنى من مطالبهم... ولا أزيد. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة