واجه مزارعو المنطقة الشرقية العديد من الصعوبات في الموسم الزراعي الحالي أبرزها نقص العمالة لقطف الثمار ما تسبب في تلف جزء كبير من المحصول على الأشجار، إضافة إلى تقلبات الطقس الذي شهد بداية الشتاء موجة صقيع، ثم اتبعها بعواصف رملية وغبار أسهمت في تلف نحو 60% من المساحات الزراعية. واتفق المزارعون على أن الأجواء المتقلبة بين البرودة الشديدة والحرارة المعتدلة لعبت دورا أساسيا في تحديد مسار الأسعار في السوق المحلية. وأوضح المستثمر عبد الحكيم المحفوظ أن الموسم الزراعي في المنطقة الشرقية الذي يبدأ في اكتوبر وينتهي مع بداية مايو، سجل كثيرا من التحولات تبعا للظروف المناخية، مشيرا الى ان الضربة المؤلمة التي اصابت المستثمرين جاءت بسبب موجة الصقيع التي اتلفت الجزء الاكبر من الحقول المكشوفة. وأفاد أن نسبة الأضرار في بعض المزارع وصلت إلى 60% تقريبا من إجمالي المساحات الخضراء، مشيرا إلى أن التقديرات الأولية التي تكبدها بعض المزارعين تجاوزت حاجز 100 – 200 ألف ريال. وقال: «الضربة الثانية التي نزلت كالصاعقة على المزارعين جاءت بعد تعرض المنطقة الشرقية لموجة غبار، أسهمت في القضاء على جزء كبير من الحقول الزراعية المكشوفة، جراء تراكم الأتربة على الأوراق، ما يحول دون قدرتها على إكمال الدورة الطبيعية، وبالتالي القضاء على الأشجار»، لافتا إلى أن أسعار المنتوجات الزراعية تختلف تبعا للأجواء المناخية. وأضاف: «في الوقت الذي تسود الأجواء الدافئة تنهار الأسعار لمستويات متدنية للغاية، إذ وصل سعر الباذنجان إلى ثلاثة ريالات للصندوق مقابل 10 ريالات في الأوقات الباردة»، ملمحا إلى أن سعر الخس يباع حاليا بسعر لا يتجاوز 3 ريالات فيما بلغ سعره في الاوقات الباردة 20 ريالا، و الفلفل البارد يباع حاليا بسعر 3- 5 ريالات للصندوق فيما ظل السعر متماسكا طوال الفترة (يناير – مارس) عند مستوى 20 ريالا. وأفاد أن القرع يباع حاليا ب 20 ريالا للصندوق مقابل 35 ريالا سابقا و الخيار وصل في أعلى سعر الى 25 ريالا للصندوق وحاليا 5 ريالات. بدوره، شكا المستثمر منصور مريط من عدم القدرة على حصد المنتج الزراعي بسبب نقص في العمالة اللازمة لقطف الثمار في الموعد المحدد، مبينا أن عدد العمالة لديه لا يتجاوز ثمانية عمال وهو رقم متواضع لأداء جميع الأعمال في المزرعة البالغ مساحتها 60 ألف متر مربع. وبين أن نقص العمالة اللازمة يكبده خسائر كبيرة، نظرا لتعرض جزء كبير من المحصول للتلف في الاشجار، بسبب عدم القدرة على قطفه في الموعد المناسب، إضافة لذلك فإن وفرة الانتاج في الوقت الحالي شكلت عاملا آخر في تدني الاسعار. وقال: «الكميات التي تصل إلى سوق الفواكه والخضار بالدمام من الكثرة بحيث يصعب تصريفها بالسعر الحقيقي، مما يجبر المزارعين للبيع بأقل من التكلفة، تفاديا لتلفها وخسارتها بشكل كامل».