تسببت موجة الصقيع التي تضرب أجواء المنطقة الشرقية منذ أمس الأول في إحراق المزروعات في أغلب المزارع، وقدرت نسبة الأضرار بنحو 100 في المائة تقريبا، حيث شملت كل المساحات المزروعة في مناطق طفيح وأبو معن وسيهات. وقال مزارعون في المنطقة الشرقية، إن أضرار هذه الموجة تجاوزت الأضرار التي أحدثتها الموجة السابقة قبل عدة أسابيع، مشيرين إلى أنها ضربت أغلب الحقول الخارجية وساهمت في إتلاف مزروعات وثمار الطماطم والباذنجان والكوسا والفاصوليا وغيرها. وأوضحوا أن انخفاض درجات الحرارة خلال ساعات الفجر وتشكل الندى على الأوراق، ساهم في تجمد قطرات المياه ما أدى إلى إتلاف الأوراق التي تسهم في تغذية الأشجار، مؤكدين أن مزارع الشرقية تتعرض للمرة الثانية لموجة صقيع في شهرين تقريبا، ما يضاعف من حجم الخسائر الناجمة عن تلف الجزء الأكبر من الحقول. وقال عبدالحكيم المحفوظ (مزارع) إن موجة الصقيع خلفت أضرارا كبيرة بلغت 100 في المائة، ولكنه أشار إلى صعوبة تقدير حجمها في الوقت الراهن، مؤكدا أن مزرعته، التي تبلغ المساحة المزروعة فيها 50 ألف متر مربع، تضررت كثيرا وأتلفت حقول الطماطم بشكل كامل، مشيرا إلى أنها تنتج يوميا ما قيمته 1500 ريال. وأضاف أن الموجة أحرقت أيضا حقول الكوسا (70 ألف متر) والتي تنتج يوميا 100 صندوق بقيمة تتراوح بين 400 و800 ريال، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حقول الباذنجان (10 آلاف متر مربع) تنتج يوميا 200 و 300 صندوق، معتبرا أن تزامن موجة الصقيع مع بداية موسم الحصاد يمثل كارثة حقيقية من الصعب التهكن بنتائجها خلال الفترة المقبلة، موضحا أن الديون المترتبة على المزارعين لا تزال الهم الأكبر في الفترة الراهنة، حيث يضطرون للاقتراض من تجار الأسمدة والمبيدات الحشرية، فضلا عن الصعوبة التي ستواجههم في توفير السيولة اللازمة لتسديد الرواتب الشهرية للعمالة. من جانبه، أوضح عبدالله المحفوظ (مزارع) أن الأضرار الناجمة عن موجة الصقيع الحالية طالت ما بين 70 و80 في المائة من محصول الطماطم والبطاطس، مشيرا إلى أن مزرعته واحدة من عشرات المزارع التي تضررت بفعل موجة الصقيع، موضحا أن مساحة حقول الطماطم تبلغ 100 دونم، ومثلها حقول البطاطس، مبينا أن الثلوج بقيت على البطاطس حتى الساعة السابعة صباحا، مضيفا أن الخسائر المترتبة على تلف حقول الطماطم أقل منها خسائر البطاطس، حيث قام بتسويق جزء كبير من المحصول في الفترة الماضية، بينما جاءت موجة الصقيع لتقضي على البطاطس بشكل كامل قبل البدء في إنتاجه، مشيرا إلى أن تكاليف زراعتها بلغت نحو 200 ألف ريال، مقدرا في الوقت نفسه حجم الخسائر التي تعرضت له مزرعته في المرة الأولى (نهاية نوفمبر الماضي) والموجة الحالية بنحو 500 ألف ريال. وذكر أن الآثار المترتبة على موجة الصقيع كبيرة للغاية، لاسيما أنها تزامنت مع بدء المحصول بالنسبة إلى الطماطم، ما يحرم المزارعين من الموسم بشكل نهائي، نظرا لعدم القدرة على الاستفادة من الثمار خلال الفترة المقبلة، مؤكدا على أن المزارعين سيواجهون صعوبة كبيرة في تسديد الديون المترتبة على المزارعين، حيث يعمد الكثير على الاقتراض قبل بدء الموسم على أمل تسديد الديون مع انتهاء الموسم، بيد أن الظروف المناخية القاسية قضت على الآمال المرجوة في الحصول على الأموال اللازمة لتسديد القروض، مبينا أن الخسائر المترتبة على موعد الصقيع الحالية تتجاوز المبالغ خلال موسم الصقيع السابقة، لاسيما أن الفترة الماضية سجلت ارتفاعا في أسعار المواد الخام ومنها البلاستيك الذي ارتفعت قيمته من 17 ألف ريال مقابل 14 ألف ريال سابقا، فيما وصل سعر الحديد إلى 21 ألف ريال مقابل 18 ألف ريال.