أن تتساوى ثروة الفرد مع غبائه فهي الكارثة بعينها. وبعض من البشر تهل عليهم الأموال من حيث لا يعلمون ويبددونها في (سخافات) معلنة على الناس، فكم هي الأخبار المتناقلة عن أؤلئك الأثرياء الذين يلقون بالأموال الطائلة يمينا ويسارا في أمور تلبي رغبات يمكن وصفها بالصبيانية، ولا تعرف لماذا لا يتم الحجر عليهم من قبل أسرهم أو من قبل دولهم لأن الكثير منهم يمارس (السفه) ويؤثر على منهم حوله، هذا القول يسقط عند البعض الذي يرى أن الإنسان حر في ماله يفعل به ما يشاء حتى إن الإخوة المصريين أوجدوا منفذا لهذا العبط بقولهم (اللي عنده قرش محيره يشتري حمام ويطيره). تحدث هذه الممارسات عند بعض الأثرياء من غير تخصيص جهة أو فترة زمنية بعينها إلا أن بعض الأثرياء الخليجيين أصبحوا روادا في هذا المجال فلهم في كل مكان قصة تروى. وقد أضاف بعض هؤلاء الأثرياء مسلكا عجيبا بتتبع المشهورات من الفنانات والمراهنة على جلب هذه أو تلك في سباق محموم تتقاطع فيه العروض ومع انغلاق الأبواب يفتح باب الزواج بتقديم مهر خرافي يصل إلى الملايين، فواحدة من المشهورات عقد عليها بمبلغ ثلاثين مليون دولار لم تكمل عاما واحدا حتى تخلصت من (عريس الغفلة) واحتفظت بالملايين والهدايا. وكثيرا ما سمعنا عن تلك الزيجات التي غالبا مايكون بطلها أحد الأثرياء الخليجيين حتى غدت وصمة عار تلاحق أبناء هذا الخليج من قبل سكان العالم. ومع ابتذال بعض هؤلاء الأثرياء إلا أن الصمت حيال سلوكهم (المشين) ظل سائدا وتغلغل هذا السلوك إلى بقية طبقات المجتمعات الخليجية بدرجات تتناسب مع مقدرة كل فرد على رسم نفسه بأنه من أصحاب الملايين حين يقومون برحلة سياحية إلى أي بلد حيث تجد الواحد منهم يحاول بكل الطرق إيهام أي امرأة أنه قادر أن يجلب لها لبن العصفور بينما يكون مقترضا ثمن رحلته تلك. هذا السلوك المشين استخدم فيه الزواج كوسيلة للوصول إلى أي امرأة بحجة شرعية لا يمكن معارضتها في الظاهر على أقل تقدير وإذا حاججت هنا قيل لك: هو يطلب حلالا. وهذا الحلال كم منا انتهك إنسانية البشر بهذه (الحلية)؟ المهم أن أحد مطربي الخليج (ولأنه يمتلك نفس الداء) عرض على مطربة شابة لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها الزواج مستخدما المال كوسيلة إغراء وقبوله زوجا ولكي (يزغلل) عين الصبية صرح أنه سيضع مبلغ 10 ملايين دولار كمقدم فقط في حال قبولها به.!! ربما يتبادر إلى أذهان بعضكم أن هذا المطرب أقدم على الاقتران بهذه الصبية كون صوتها أو غنائها راقيا للغاية وبالتالي إقدامه يكون تثمينا للجانب الفني في تلك الصبية لكن المطرب كان تصريحه أكثر قبحا من فعلته. أخيرا (يا كثر) السفهاء الذين هم بحاجة إلى حجر ليس على أموالهم فقط بل على ألسنتهم أيضا.