أكد عضو مجلس إدارة مؤسسة ابن عثيمين الخيرية الدكتور سامي بن محمد الصقير، أن الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين كان ذا منهج وسطي معتدل، ويحث طلابه على الاعتدال في الأقوال والأفعال، معتمدا عند الخلاف على الرجوع إلى النص الشرعي، وكشف في ندوة «قبسات من حياة العلامة ابن عثيمين» التي أقيمت ضمن أنشطة معرض الكتاب والمعلومات 29 بالجامعة الإسلامية، عن أن ابن عثيمين كان يتفقد طلابه ويسأل عنهم إذا غابوا، ويجيب دعواتهم ويخرج معهم إلى المنتزهات، وقدم الصقير عرضا عن حياة الشيخ العلمية وطلبه العلم في المدرسة، ثم لدى الشيخ ابن سعدي، وفي المعهد العلمي بالرياض ودراسته على كل من الشيخ ابن باز، الشيخ محمد الأمين الشنقيطي التفسير والفقه، الشيخ عبدالعزيز الرشيد، الشيخ عبدالرحمن بن يوسف الأفريقي، واضطلاعه بمهمة التدريس في المعهد العلمي. وعن حياة ابن عثيمين داخل بيته وبين أولاده أوضح ابنه عبدالله بن محمد بن صالح العثيمين الأستاذ في جامعة القصيم ورئيس مؤسسة ابن عثيمين الخيرية، أن والده كان كثير العبادة وكانت صلاته مطمئنة وقراءته للقرآن قراءة تدبر وتفسير، وكان يختم في الشهر مرتين غير رمضان، وفي رمضان كل ثلاثة أيام، ويقرأ حزبه وهو في طريقه إلى المسجد مشيا، ولم يكن أحد يوقفه في هذا الحال لعلمهم بقراءته في ذهابه، أما في رجوعه فيعود معه السائلون وأصحاب الحاجات فيجيبهم ويعينهم على حاجاتهم، ومن وصاياه أن من كان له حزب فليبادر به أول النهار، وكشف عن أن والده كان يتقن أعمال المنزل من سباكة وكهرباء، وحين كان بمنزله الطيني كان كثيرا ما يصعد السلم لتركيب مصباح أو تمديد أسلاك كهربائية، كما كانت لديه عدة السباكة ويصلح ما يحتاج إلى إصلاح بنفسه، أضاف أن والده لم يفسر القرآن كاملا وإنما أجزاء منه ستخرجها المؤسسة، ولم يتخلف عن الحج إلا سنة واحدة بسبب ألم في ركبته، وكان ورعا متواضعا يسكن في منزل طيني ولم ينتقل منه إلا عام 1410ه عندما ضاق بأولاده، وقال«الشيخ كان خارج بيته ذا مهابة، أما في البيت فكان بسيطا يشارك أولاده في كل شيء، ينظم لهم المسابقات الثقافية ويسألهم، وكان كثيرا ما يشكر زوجته أمام أولاده ويشعرهم بأهميتها»، وأضاف«كان مثالا في تنظيم الوقت والعمل وكان يحسب الدقائق، ويسمع صوت المنبه في تسجيلات دروسه، كان دقيق في مواعيد النوم والصلاة والتهجد والرد على الهاتف وشرب الشاي ولذا حصلت له البركة في وقته».