سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. أبا الخيل: كان الشيخ ابن عثيمين جم التواضع مع الناس ومنهجه مع ولاة الأمر منهج السلف الصالح في محاضرة لمدير جامعة الإمام عن الشيخ ابن عثيمين «نشأته وعلمه ومنهجه»
أشاد معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل بجهود العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين وأعماله المباركة التي أهلته لنيل جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام لعام 1414ه، كما وصفه بأنه كان بارعاً في جميع العلوم التي كان يمارسها في حياته. جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها معاليه بعنوان (الإمام ابن عثيمين نشأة وعلماً ومنهجاً) بعد مغرب يوم الاثنين 5-4-1433ه في جامع إسكان الطلاب بالمدينة الجامعية. وذكر معالي الدكتور أبا الخيل بأن من الأسباب التي جعلت الشيخ يفوق أقرانه من العلماء ويتميز بالعلم والفقه انطلاق علمه من منهج السلف الصالح المعتمد على الدليل الموافق للكتاب والسنة وأخذه بمذهب الإمام (أحمد بن حنبل) والذي يعد من أميز المذاهب، منوهاً إلى أن الارتباط بمذهب والتفقه بقواعده والرجوع إلى مسائله هو من أفضل السبل والوسائل لتحصيل العلم والحصول على الملكة الفقهية. وأضاف بأن من الأسباب: حرص الشيخ ابن عثيمين الشديد والاجتهاد المنقطع النظير في سبيل الحصول على العلم دون كلل أو ملل، والاهتمام والعناية بالتأصيل وحرصه على حفظ الأصول والمتون، وأن الشيخ كان بعيداً كل البعد عن التقليد والتعصب والجمود وكان يرجح القول الراجح وتعليله ويحذر طلابه من جميع أنواع التعصب العلمية منها والعقدية والعصبية وغيرها، وتأثر الشيخ بابن تيمية وابن القيم وأن الشيخ استفاد منهما فائدة عظيمة في تعامله وفقهه، وتأثره بشيخه العلامة عبدالرحمن السعدي، واعتناء الشيخ ابن عثيمين في جميع أقواله وفتاواه بالدليل المقرون بالتعليل، وأن الشيخ كان يربي طلابه على احترام النص الشرعي وأن لا يتجاوزوه، وكان يجمع بين العلم والعمل، واحترام أقوال العلماء واستدلالاتها والأمانة في النقل ويحرص على ذلك حرصاً شديداً ويؤكده على طلابه، وحرص الشيخ كذلك على تهذيب طلابه بما ينمي قدراتهم الشخصية، واعتماده فيما يتعلق بفقه المواريث على المنهج القرآني. وأشار معاليه إلى أن الشيخ ابن عثيمين ولد في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1347ه في محافظة عنيزة، وأضاف: بأن والده ألحقه ليتعلم القرآن الكريم حيث حفظ القرآن الكريم عنده عن ظهر قلب ولم يتجاوز عمره الرابعة عشر، كما درس في حلقة شيخه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي فدرس على يده التفسير والحديث والسيرة النبوية والتوحيد والفقه والأصول والفرائض والنحو وحفظ مختصرات المتون في هذه العلوم. وبين معالي الدكتور أبا الخيل أن الشيخ ابن عثيمين درس بالمعهد العلمي في الرياض خلال العامين 1372-1373ه، وانتفع خلال فترة دراسته في المعهد بالعلماء الذين كانوا يدرِّسون فيه، منوهاً إلى تأثر الشيخ ابن عثيمين بسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والذي يعد شيخه الثاني في التحصيل والتأثُّر به. وأضاف: لما تخرج الشيخ ابن عثيمين من المعهد العلمي في الرياض عين مدرساً في المعهد العلمي بعنيزة عام 1374ه، وفي سنة 1376ه توفي شيخه العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله تعالى - فتولّى بعده إمامة الجامع الكبير في عنيزة, وإمامة العيدين فيها, والتدريس في مكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع، وبقي الشيخ مدرساً في المعهد العلمي من عام 1374ه إلى عام 1398ه عندما انتقل إلى التدريس في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وظل أستاذاً فيها حتى وفاته، وكان يدرس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج ورمضان حتى وفاته. ووصف معالي مدير الجامعة أن الشيخ ابن عثيمين يتميز بأسلوب تعليمي فريد في جودته ونجاحه فهو يناقش طلابه ويتقبل أسئلتهم ويلقي الدروس والمحاضرات بهمة عالية ونفسٍ مطمئنة واثقة مبتهجًا بنشره للعلم وتقريبه إلى الناس، مشيراً إلى أن من جهود الشيخ العلمية: تعيينه عضوًا في هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية من عام 1407ه إلى وفاته، وتعيينه عضوًا في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العامين الدراسيين 1398 - 1400ه، وعضوًا في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم ورئيسًا لقسم العقيدة فيها، وشارك في لجنة الخطط والمناهج بوكالة الجامعة لشؤون المعاهد العلمية وألف عددًا من الكتب المقررة بها وما زال بعضها يدرس، وعين الشيخ عضوًا في لجنة التوعية في موسم الحج من عام 1392ه إلى وفاته حيث كان يلقي دروسًا ومحاضرات في مكة والمشاعر ويفتي في المسائل والأحكام الشرعية، وترأس جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة من تأسيسها عام 1405ه إلى وفاته، وشارك في العديد من المؤتمرات والمحاضرات داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، ورتب له ولطلابه لقاءات يومية وأسبوعية وشهرية، وشارك بفاعلية في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وخصوصاً البرنامج الإذاعي (نور على الدرب)، وألقى العديد من المحاضرات عبر شبكة الإنترنت والهاتف على تجمعات ومراكز إسلامية في جهات مختلفة من العالم. كما عدّ معالي الدكتور أبا الخيل أن الشيخ ابن عثيمين واضح المنهج لا يخرج عن أحكام هذا الدين القويم، ولخص معالي الدكتور أبا الخيل منهج الشيخ في النقاط التالية: منهج الشيخ ابن عثيمين في العقيدة هو مذهب أهل السنة والجماعة، ومنهجه في التعامل مع الناس وقسمه إلى: منهجه في التعامل مع ولاة الأمر فقد كان ينهج منهج السلف الصالح فيسمع لهم ويطيعهم في غير معصية الله، وتعامله مع عامة الناس فقد كان ذو خلق رفيع وأدب جم وتواضع ظاهر ووجه طلق ونفس واسعة وصدر رحب وحرصه على إفشاء السلام. وأضاف بأن الشيخ ابن عثيمين منهجه في التعامل مع الفتن وحوادث الزمن وضرب مثلاً رائعاً في التعامل مع الفتن. وختم معاليه بذكر بعض مواقف الشيخ ابن عثيمين مع الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ومع الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -حفظهما الله-، ومعه شخصياً، وعطفه على الصغار. حضر المحاضرة وكلاء الجامعة وعدد من عمداء الكليات والعمادات المساندة ومسئولي الجامعة، بالإضافة إلى عدد كبير من الطلاب.