تحولت الأزمة السورية إلى صراع دبلوماسي بين أوروبا وروسيا في مجلس الأمن الدولي، إذ قدم كل طرف مشروع قرار مختلف بشأن إرسال قوة دولية إلى سورية، التي مايزال الوضع فيها هشا وخطيرا بعد أسبوع من بدء سريان وقف إطلاق النار بحسب ما أعلنه أحمد فوزي، المتحدث باسم مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. بينما استغل النظام عدم قيام المراقبين بجولات ميدانية أمس في جمعة «سننتصر ويهزم الأسد» وارتكب المزيد من المذابح التي سقط من جرائها 57 قتيلا وعدد كبير منهم في حمص. يستند مشروعا القرارين الأوروبي والروسي في مجلس الأمن، بشكل كبير إلى قرار المجلس رقم 2042 الذي صادقت عليه الدول الأعضاء ال 15 السبت الماضي، لكن المشروع المقدم من فرنسا وبريطانيا وألمانيا يقترح إرسال 500 مراقب إضافة إلى عناصر مدنية من بينهم خبراء في السياسة وحقوق الإنسان والأمن العام، في حين يقترح المشروع الروسي إرسال 300 مراقب، ولا يسمح سوى بإرسال عدد محدود من الخبراء المدنيين مشترطا موافقة الحكومة السورية عليهم. ويتضمن المشروع الأوروبي مزيدا من الضغط على دمشق بتأكيده على ضرورة أن توافق دمشق بسرعة على الاستخدام المستقل للطائرات من قبل بعثة المراقبين الدولية المقترحة. وكان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه قال في وقت سابق أمس إن بلاده تعكف على وضع مسودة قرار جديد في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى السماح بنشر قوة مراقبة أكبر حجما في سورية يصل قوامها إلى 500 مراقب فضلا عن طائرات هليكوبتر.. وقال جوبيه في تصريحات لتلفزيون «بي.اف.ام» هذه فرصتنا الأخيرة لتفادي حرب أهلية، لدينا الاتفاق (الذي أبرمه كوفي عنان) مع كل شركائنا وبالتالي علينا أن نعطيه فرصة لبضعة أيام أخرى. وأفاد مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن أن هناك انقساما بين بين الدول الغربية التي ترغب في الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وبين روسيا والصين اللتين تؤيدانه واستخدمتا حق النقض «الفيتو» مرتين ضد مشروعي قرارين ينددان به. ومن جانبه قال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان: إن الفريق الطليعي المكون من 30 مراقبا سينشر بالكامل في سورية الأسبوع الحالي وإن الترتيبات جارية لإرسال ما يصل إلى 300 مراقب أعزل إلى هناك.. وقال جون جينج مدير عمليات مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: إن المنظمة الدولية تأمل في الحصول على تصريح من الحكومة السورية في الأيام المقبلة لإرسال المزيد من عمال الإغاثة إلى البلاد لمساعدة ما لا يقل عن مليون شخص بحاجة إلى مساعدة عاجلة. ميدانيا سقط 57 قتيلا، وقضي على العشرات برصاص قوات النظام التي صعدت أعمال القمع مستغلة عدم قيام المراقبين الدوليين بجولات ميدانية أمس في جمعة أطلق عليها الناشطون اسم «جمعة سننتصر ويهزم الأسد» بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان مبينا أن القصف استمر في حمص وريف دمشق ودرعا وادلب وبلدات أخرى.