أعود إلى الحديث عن الجامعات مرة ومرات نظرا لأهمية الدور الوطني الذي تقوم به، وقد شجعني على هذه العودة حديث معالي الوزير «خالد العنقري» عن الدور الذي قامت وتقوم به الجامعات السعودية في مجال البحث العلمي حيث أشار في حديثه ل «الشرق» أن ما أنفق على البحث العلمي خلال العشر سنوات الماضية لا يتجاوز 0.01 % من الناتج الوطني بينما ارتفع هذا الإنفاق في الوقت الحاضر إلى 1.08 %. تحدث معالي الوزير أيضا عن الملحقيات الثقافية وأهمية تحسين أدائها وأنه سيتحدث في هذه الموضوعات في اجتماعه مع مجوعة من الملحقين الثقافيين، هذا بالإضافة إلى حديثه عن المؤتمر الدولي للتعليم العالي ومدى الاستفادة منه.. معروف أن البحث العلمي هو الأساس الذي تقوم عليه الجامعات على تنوع هذه الأبحاث وأهدافها، وأن مكانة الجامعة أو أية منشأة علمية تحدد بقدر ما تقوم به من أبحاث علمية لها قيمتها واعتبارها وبدون تلك الأبحاث تقل قيمة الجامعات وأهميتها في بلادها وخارجها.. النسب التي ذكرها معالي الوزير عن الإنفاق الحكومي للبحث العلمي لا تكفي بدليل أن بلادنا لا تكاد تجد فيها مصانع حقيقية قامت بسبب أبحاث قامت بها الجامعات.. المؤتمر الدولي للتعليم العالي فرصة جيدة لجامعاتنا وأساتذتنا لكي يستفيد الكل من خبرة تلك الجماعات بصورة أفضل مما نراه أو نسمعه لكي تحقق جودة حقيقية نرى آثارها على واقعنا العلمي والعملي، أما الحديث عن جودة التعليم وإنشاء عمادات وما أشبه ذلك من أجل تحقيق جودة في التعليم فلن يكون كافيا لأنه ببساطة لن يحقق شيئا للتعليم ما لم يكن هناك جودة تنعكس على الطلاب وأساتذتهم وأتفق مع ما ذكره الدكتور «سعد الزهراني» الأمين العام المساعد للتقويم والاعتماد الأكاديمي الذي قال: «إن حصول الجامعة على الاعتماد الأكاديمي ليس مهما ما لم ترتق بمواصفاتها وما لم ينعكس ذلك على مخرجاتها من طلاب أو بحث علمي فلن يفيدها التصنيف ولو صنفت تصنيفات عالية»، ولهذا فإن السعي المحموم لجامعاتنا لكي تحصل على اعتمادات أكاديمية أو براءات اختراع أو ما شابه ذلك لن يكون له جدوى ما لم نر طلابا متميزين وأساتذة قادرين على صياغة عقول طلابهم إلى الأفضل وباستمرار.. وهذا قد يصعب تحقيقه ما لم تعمل الجامعات على تنمية الداخل أولا ثم الالتفات إلى الآخرين لكي يحصلوا على ما يؤكد تميزهم!! الاجتماع بالملحقين الثقافيين خطوة في غاية الأهمية، وقد أحسن معالي الوزير صنعا عندما فعل ذلك.. وإذا تحقق للطلاب ومن خلال الوزير إقناع الملحقين بمعاملة الطلاب معاملة حسنة وليسوا كمتسولين يترفعون عن مقابلتهم وعن تحقيق مطالبهم المشروعة فقد تحقق للطلاب شيء كبير طالما عانوا منه، وتحدثوا عنه.. أما تحسين مكافآتهم خاصة في بعض الدول مثل أمريكا وبريطانيا فأعتقد أنه خطوة لا بد منها بدلا من ترك طلابنا هناك يعيشون حياة الكفاف أو يتسولون من بعيد أو قريب. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة