انتقد أكاديمي جامعي متخصص استخدام المعلمين للغة العامية في التدريس، محملا إياهم المسؤولية في تدني مستوى اللغة العربية عند الطلاب. وقال الدكتور إبراهيم الشمسان، أستاذ النحو والصرف في جامعة الملك سعود، إن الواقع يؤكد أن معظم المعلمين في المراحل التعليمية المختلفة يخالفون النظم والقوانين التعليمية والأسس التربوية، ويستعملون لغتهم العامية في التدريس، حتى في حصص اللغة العربية، مما يسهم وبشكلٍ واضح في تدني مستوى اللغة العربية عند الطلاب. وأضاف «من أكبر ما يواجه العربية تحييدها، فهي ليست لغة العلوم في الجامعات، إذ نجد اللغة الإنجليزية هي المسيطرة على تعليم الطب والهندسة والصيدلة، في حين أحيت إسرائيل لغتها من موات وصارت تعلم بها العلوم كلها»، مشيرا إلى تحجج المعنيين بالأمر بأن العربية تفتقر إلى المصطلحات المعبرة عن العلوم، فيما الواقع أنهم يستسهلون العلم بلغته باعتباره يأتيهم جاهزا ويذهبون إلى أن العربية مفتقرة إلى البحوث العلمية التي يحتاجون إليها. جاء ذلك في ندوة نظمتها إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية، ممثلة في مكتب التربية والتعليم بشرق الدمام مساء يوم أمس الأول بعنوان «اللغة العربية والتعليم»، شارك فيها إلى جانب د. الشمسان، أستاذ البلاغة والنقد الدكتور محمد الهدلق، و هما من جامعة الملك سعود، وأدارها مشرف اللغة العربية محمد الزهراني. الندوة أقيمت في مقر تعليم الشرقية قطاع البنات في الدمام بمناسبة يوم اللغة العربية العالمي، بحضور مدير تعليم المنطقة الدكتور عبدالرحمن المديرس، والمساعد للشئون المدرسية فهد الغفيلي، ومشاركة عدد من التربويين والمهتمين باللغة العربية وطلاب متميزين. ولفت الدكتوران الهدلق والشمسان، إلى أن «الإذاعة والتلفاز طغتا على عقول الناس واهتماماتهم، واحتلتا الصدارة في كل بيت وغذتها الأقمار الصناعية بما يفوق الوصف من برامج، تستغرق اليوم بأكمله، وبينا أن الكثير من هذه البرامج التي تذاع باللغة العربية لا تتحرى اللغة العربية السليمة، بل تقدم بالعامية، وأن المذيعين الذين يعتبرهم الشباب مثلا أعلى يتحدثون باللغة الدارجة، ولو تكلف أحدهم الفصحى لتعثر ولا يستقيم لسانه إلا ببعض جمل، ثم يعود ليتشبث بأذيال العامية لتنقذه من مأزقه». من جانبه قال مدير عام التربية والتعليم في المنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديربس أن تنظيم تعليم المنطقة لهذه الندوة يرمي إلى تعزيز دوره في تكريس أهمية اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم، فضلا عن حرص حكومتنا الرشيدة عليها واهتمام وزارة التربية والتعليم بقيادة سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد ونوابه بجودة العملية التربوية والتعليمية ومن ذلك الاهتمام باللغة العربية.