مباريات يغلب عليها الحماس قبل أن تبدأ فتجدنا نعد العدة ونتهيأ ونرتب الجلسة ويطبق الصمت وتتناثر المكسرات هنا وهناك وتتزاحم أباريق الشاي ببعضها البعض مئات الكيلوات من الحماس نتشبع بها ويفيض على من حولنا حتى الشغالة تشاركنا (مدام أنا فيه سوي دعا) صلوات تقام ودعاء يتعالى .. مشجعون آخرون يسوقهم الحب المتناهي والتوق والشوق ثالثهم فيرتحلون للملعب محاربين من قبلها بأيام على التذاكر ويخوضون غمار معركة الزحام قبل أن تبدأ المباراة بساعات طويلة يتراصون في المدرجات حاملين شعاراتهم وأعلامهم وأدواتهم التشجيعية. تراهم يدعون الله في صمت تارة وفي جهر تارة أخرى، هذا ما تنقله لنا كاميرات التلفاز ولم يسبق لي اعتلاء مدرجات ملعب من قبل (ولكننا) نتمنى. أقف برهة وأتفحص ما بتلك المدرجات .. أجساد تتراقص .. موجات من الأصوات تنسكب مع الريح .. تصب في قلوب اللاعبين تدفعهم لأفضل أداء .. أياد تعلو الرؤوس .. أياد تهتف .. أياد تمسك بأخرى وتضغط عليها .. أياد تندد.. وأخرى تؤيد .. أياد تضرب الطبول .. أياد ترفع الأعلام والشعارات .. أياد ترتفع تسأل الله التأييد والنصر. وجوه تختلط معالمها بالتوتر .. ووجوه تلتحف بشعارات محبوبها وأخرى تتلون به .. وجوه مضطربة .. وجوه باسمه تنطق تفاؤلا وحماسا. وعندما يطلق الحكم صافرته تقفز الفرحة إلى وجوه، وتغرق وجوه أخرى في الحزن والهزيمة فقد كانت تلك الوجوه: وجوه ناظرة .. لحلمها الدفين ... بشوق ناظرة .. لنصرها المبين... فأصبحت كأرملة أودى بها الحنين أو كجسم عاطلة متين .. متين .. متين أو مطلقة عذراء أودى بها البكاء تساقطت أحلامها وهوت بها السماء.. جماهير الرياضة .. هكذا حال الدنيا .. يوم لك ويوم عليك ما كان لك فتمتع به وما كان عليك فلا تحزن ولا تندد ولا تيأس وإن طال بك الأمد في انتظار النجاح حتى ولو كان 28 عاما.. فالنجاح قافلة متصلة نحن من نختار محطات الوقوف. فرقنا الجميلة لا ترحلي بعيدا عنا لعام الفشل فنحن بقوانا المتواضعة نحاول دفعك فساعدينا.