اتفق أحد المظلومين مع كاتب معاريض على كتابة مظلمته تمهيدا لرفعها للقاضي، بعد كتابتها وقراءتها على المظلوم أجهش بالبكاء بحرقة ومرارة لدرجة النحيب.. عندما سئل لماذا البكاء قال الشاكي «يا ويلي» أكل هذا الظلم لحق بي ولم أشعر به. هذا حال صوت المدرج المغرم حد الجنون بكيان «الأهلي» بهؤلاء اللاعبين، هذه اللوعة والحسرة والدموع والسؤال المنتصب كحد السيف لم تجد إجابة شافية لما حدث. الحاضرون في المشهد والناظرون إليه من الشاشات من كل صوب هم أكبر وأفضل من مجرد هزيمة وفوز، يحبطون فيزيد المدرج إبداعا انكسارات فنان تزيدهم جنانا.. أحزانهم فرح يزيدهم خطوات إليه بوسعه يقلب الميول لدرجة يتمنى البعض هزيمة فريقهم «خلجات محمد النفيعي ثمرة يانعة في ليلة قحط»، يظل الميدان عنوان المجد وليس المكانات الأخرى حينما تكسب النزال تخرس الألسن، ما يأتي بعد الميدان من لغة وإشارات حق مكتسب ليس شرطا أن تكون كلها صدق، فالمنتصر هو من يكتب التاريخ ويجعل من فضاءاته الكثيرة شيئا من الاختلاق وأشياء من الكذب، حينما تهدأ الأنفس تكون الطيور قد شبعت وليس استقرت. في النزال النهائي خسر الأهلي مبكرا، لم يكن في دقائقه الأربعين الأولى حاضرا لا ذهنيا، أو نفسيا أو حتى تكتيكيا، في المقابل كان الشباب أكثر وضوحا كان لديه رؤية مبكرة لتحييد الجماهير المجنونة وزيادة الارتباك الذهني للاعبي الأهلي، الهدف المبكر كان هو قراءة جيدة «برادوم» وبهذا النهج الناجح انتهى اللقاء مبكرا «المفاجأة» أو سميها الفاجعة في السقوط الذريع للتهيئة النفسية «المشهور بها أهلاويا» والرؤية التكتيكية، ما يقلق الجماهير المجنونة أنها باتت تخشى أن يكون السيد «جاروليم» لا يحسن التصرف في النهائيات وأنه مثله مثل قلة من المدربين مصاب «فوبيا النهائي» كما أن ارتكابه خطأ بدائيا لا يقع فيه أصغر مدرب تستحضر علامات استفهام أكثر حدة الاعتماد على لاعب مغيب منذ موسمين افتقد معها حساسية الكرة وذهنية النزال، كان الارتباك واضحا على كل مكونات الفريق وهو ما يعني أنه لم يكن جاهزا أو مهيأ منذ البداية لخطف بطولة الدوري والتي كانت أقرب إليه من مسافة جماهيره. خسر الأهلاويون إدارة المعركة مبكرا هذه حقيقة يجب الاعتراف بها كأحد عوامل التغيير وبالتالي العودة إلى سلم الانتصارات والبطولات. *** • هم يشبهون «كبيرهم» ابتسم لحزنه ففكره أكبر من مجرد هزيمة كان معهم في اليوم التالي يذكرهم بقصة مجد صاغه في الماضي ويراه حاضرا في المستقبل، المدرج الأهلاوي سيبدد فرحهم المصطنع سيقدم درسا للجميع أن ارتباطه ارتباط «تراث» لا ينقطع بزمن بل يزيده نموا. • لن ألتفت لمقولة «القيم والعدالة» لأنني سبق أن تحدثت عنها كثيرا بل قدمت قراءة متكاملة لها وأخلص بالقول إلى أن «القيم» مكتسبة، قولوا لي من أين اكتسب «قيمه» أقول لكم ما هي «القيم» التي استوطنته حتى جعلته مرتعا لهذا الفهم. • انفض سامر الدوري وتوزعت جوائزه ومازال في المسابقة مباريات لم تلعب، يحدث هذا ونحن نقول إن دورينا دوري محترفين، لا ورئيس الاتحاد المؤقت يهنئ الرئيس العام بنجاح البطولة. • رمى أولا المدلج حجرا لم يفتح الوسط الإعلامي فمه، حجر البلطان يؤكد أن المستنقع الإعلامي غمره فيضان الفساد لدرجة البوح لن «أدفع».