الأهلي والهلال وما بينهما طموح ورغبة ، طموح يستهدفه الأهلاويون للتمسك بصدارة الترتيب ، ورغبة تعويض يحلم بتحقيقها الهلاليون لكي يرسموا من خلالها ملامح تلك الطريق التي تقودهم إلى حيث القمة وإلى حيث الاحتفاظ بلقب كبير اعتادوا عليه مثلما اعتاد عليهم. - نزال بهكذا حجم سنحرص على رؤيته والتمعن في كل مشاهده ، وكيف لا نحرص على ملاحقة الأهلي والهلال وهما معا نكهة الروعة كل الروعة في مباريات كرة القدم ماضيا وحاضرا ولن أخطئ إن قلت حتى مستقبلا. - منذ أن ولدت كرة القدم ومنذ أن بزغت شمس الهلال والأهلي والثابت الذي يرفض التغيير كامن في كون أي مواجهة يلتقي فيها الفريقان تفاصيلها تثبت على الدوام المعنى الصحيح لمهارة النجم وروح المدرجات وإبداع الميدان ذلك أن المنافسة بين الأهلي والهلال لا تقتصر على النتيجة فحسب بقدر ما تشمل كافة الجوانب المتعلقة بواقع كرة القدم فنا وإبداعا ومهارة. - استحضرت أدواتي مبكرا كي أبحر بالمفردات في يم هذا اللقاء الكبير .. فكرت في الماضي لاستلهام الحاضر وركزت في الحاضر من أجل أن أصل بعبارة الكلام المنثور إلى إجابة من سيكسب من ، وفي الأخير أيقنت مع كل متيقن بأن المواجهة مواجهة كبار وأمام الكبار والكبار فقط تسقط التوقعات وتتلاشى التكهنات ولا يتبقى سوى لغة الميدان تلك اللغة الخاصة التي باتت المعيار والقياس ورموز المعادلة أعني معادلة الفوز والتعادل والخسارة. - الليلة مواجهة الهلال تعني الشيء الكثير للأهلي ، والعكس قد يبدو صحيحا وسليما بالنسبة لصاحب الأرض والجمهور ، فالأهلي يريد العودة من الرياض بفوز ونقاط ثلاث وصدارة والهلال يطمح ويرغب ويتأمل في أن يعوض جماهيره عن تلك البدايات التي لم ترق إلى مكانته المعهودة وبالتالي وأمام هذه المتناقضات المتشابهة نحن كرياضيين من الخليج إلى البحر موعودون بلقاء عاصف ، لقاء يرطب العقل وينقي العين ويفرح القلب ، لقاء فيه من الإثارة والندية والتشويق ما يجعلنا نتسابق على المشاهدة مشاهدة هلال الإنجازات ورؤية قلعة البطولات. - فنيا حال الأهلي يوحي بأفضليته لكن هذه الأفضلية لا معنى لها خاصة إذا ما تعامل اللاعبون بنوع من التهاون كون التهاون لا مكان له لاسيما إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الخصم هذه المرة هو الهلال وليس نجران. - واثق كمتابع على أن معنويات اللاعب الأهلاوي وصلت حد الاكتمال ومؤمن بأن التركيز على هذه المهمة إداريا وفنيا وجماهيريا بلغ ذروته من الاهتمام لكن الذي يستوجب الإفصاح عنه في ثنايا الفكرة أن الاندفاع لتحقيق الفوز مبكرا ربما دفع الأهلي ضريبته لهذا أقول التوازن مطلوب ومن أجل أن يظفر سفير الوطن بغايته عليه أن يحسن منطق هذا التوازن دفاعا وهجوما ما عدا ذلك فالهلال خطير وحضوره اليوم أمام الأهلي سيظهر بعضا من تقاسيم وجهه الحقيقي لهذا أعود وأذكر الأهلاويين بأن الحذر واجب وكما قالوا من خاف سلم. - ختاما هاهو الاتحاد يتأهل ويثبت بأنه كبير الكرة السعودية الذي امتهن منذ سنوات ترويض الآسيويين. - مبروك أيها الإتي الجميل لأنك الوحيد الذي حفظ لنا ماء الوجه قاريا .. وسلامتكم.