السياحة في جدة تعتمد في الغالب على البحر والكورنيش الذي يرد إليه الألوف للتمتع بمشاهدة البحر. والآن يوجد مشروعان كبيران لتطوير الكورنيش الأوسط والشمالي قد بدأ العمل فيهما من عدة أشهر وعلى أمل الانتهاء من أعمال تطويرهما بنهاية هذا العام. لقد أتيحت لي فرصة للاطلاع على مجرى العمل من الصديق محمد الفضل صاحب شركة «رابية» التي تقوم بتنفيذ المشروعين إضافة إلى مشروع تطوير الجزء الغربي من شارع فلسطين الذي ينتهي في الكورنيش، ودون دخول في تفاصيل كثيرة فإن الأعمال الثلاثة تؤول إلى أمانة جدة. حقيقة لقد سرني ما رأيت من أعمال تطوير بل وإعادة تخطيط وإنشاء لهذين المرفقين المهمين جدا للناس وللاقتصاد. الكورنيش هو أهم أمكنة التنزه لسكان جدة وكان دائما موضع اهتمام الأمانة بلفتة ذكية جدا من أمينها الأشهر المهندس سعيد فارسي الذي خطط ونفذ كل الكورنيش بجزءيه، ولم تمكنه الظروف ولا خلفه من تطوير الكورنيش الجنوبي، والآن عندما يرفع الستار عن أعمال التطوير الجارية سيندهش الجمهور من جمال التصميم وروعة التنفيذ مما سيجعل الكورنيش بجزءيه الأوسط والشمالي تحفة فنية ويتفوق على كل كورنيش آخر في الشرق الأوسط، ومن حسن حظ جدة أن روح الفنان في محمد الفضل تغلبت على صفة المقاول الجيد الذي يلتزم بالمواصفات فقط، أما هو حسب ما رأيت فقد التزم بأرقى المعايير. وأضاف من عنده لمسات وجودة عالية، إنه حقيقة عاشق لجدة. لكن ما يخيفه جدا هو سوء الاستعمال من الزوار ومؤجري الخيول والدبابات، وعلاج هذا كله وحماية للكورنيش الجديد الرائع هو فرض النظام ووضع حراس من البلدية ودوريات من الشرطة تمنع العابثين والمخربين وسوء الاستخدام.