اطلع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة السعودية للسياحة والآثار على مسودة الخطة الاستراتيجية لجدة للعشرين عاما القادمة، بالإضافة إلى مشروعي تطوير الواجهة البحرية لمدينة جدة بطول 16 كيلو مترا، و السور الأخضر لمجرى السيل الجنوبي الذي تجري أمانة محافظة جدة تغطيته بطول 12 كيلو مترا. جاء ذلك لدى استقبال أمين محافظة جدة المهندس عادل بن محمد فقيه لسموه بمقر الأمانة، حيث تم أثناء اللقاء بحث أوجه التعاون المشترك بين الهيئة وأمانة جدة فيما يتعلق بالمشاريع السياحية وتطوير المنطقة التاريخية. من جهته أشار فقيه خلال الاجتماع إلى أنه من المقرر أن تبدأ الأمانة في الأيام القادمة تطوير الكورنيش الشمالي والأوسط، وهو ما تم اعتماده في ميزانية العام الجاري حيث سيتم البدء بتنفيذ المرحلة الأولى من الكورنيش الشمالي بطول 3.5 كيلو متر، فضلا عن تطوير الكورنيش الأوسط بطول 4.2 كيلو متر. وأضاف أنه من المنتظر أن يكون مشروع المحور الأخضر في صورته النهائية واجهة مشرقة لعروس البحر الأحمر، حيث سيتم الاستفادة من المساحات التي ستوفرها تغطية القناة من خلال إنشاء وتطوير منظومة من الحدائق والمنتزهات تتخللها ممرات للمشاة، وأكشاك، ومطاعم، إلى جانب عدد من الحدائق المتنوعة مثل الحديقة المائية، وحديقة الأزهار، وحديقة الضباب، والحديقة الصحراوية. واستعرض معالي أمين جدة أمام سمو الأمير سلطان بن سلمان ملخصاً لمسودة الخطة الإستراتيجية التي طرحتها أمانة جدة لإبداء الرأي، والتي تعتزم عقد عدد من ورش العمل لمناقشة محاورها خاصة أنها تستهدف في الأساس تعزيز مكانة جدة كبوابة للحرمين. وأكد أن الخطة الإستراتيجية تسعى إلى تنظيم التنمية المستقبلية حيث ترتكز على عدد من المحاور الأساسية التي تشمل المناطق الحضرية وأنماط استخدام الأراضي، والاقتصاد المحلي، والبيئة، والخدمات الاجتماعية، والثقافة والتراث، والسياحة والنقل، والبنية التحتية، وإدارة الواجهة البحرية، والمساحات المفتوحة والترفيهية، والإسكان، بالإضافة إلى المناطق غير المخططة (العشوائية) والإدارة. وركز فقيه خلال العرض على عدد من المحاور التي تتضمن تعاونا بين الأمانة والهيئة العامة للسياحة ومنها السياحة والثقافة والتراث والواجهة البحرية، فضلاً عن محور العشوائيات الذي يوليه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أهمية خاصة .. وأشار إلى أنه تم البدء في تطوير 5 أحياء عشوائية جدة من بين 50 حيا تم دراستها. وأفاد بأن الأمانة أطلقت عددا من المشاريع الضخمة في مجال توفير الساحات العامة ومرافق الترفيه، كمنتزه مجرى السيل الشمالي، ومشاريع على الكورنيش الشمالي والأوسط، ومتنزهات محلية وفي الأحياء السكنية، لافتا إلى أن هذه المشاريع لن تكون متاحة بشكل كامل للمواطنين لحين الانتهاء منها .. وأكد أنه من الضروري في هذه الأثناء الاستثمار في تجميل الشوارع والأماكن المحيطة بها لدعم الاستثمارات الكبيرة فيها. ولفت أمين جدة أثناء استعراضه لأهم محاور التعاون مع الهيئة - خاصة ما يتعلق بالسياحة - إلى أن أسواق النمو المستقبلية الممكنة لجدة تتضمن سوق الزوار لأغراض الأعمال التجارية وحضور المؤتمرات، وسوق السياحة الطبية، وسوق الزيارات القصيرة، وسوق الزيارات من الحجاج والمعتمرين الدوليين من ذوي الدخل المرتفع، علاوة على كون جدة مركزا للنشاط التجاري يجتذب زوارا من رجال الأعمال أصحاب الدخل المرتفع سواء من داخل المملكة أو من خارجها .. وأشار إلى أن هناك إمكانية لتطوير سوق الزائرين بغرض الأعمال التجارية عبر تطوير مرافق لرجال الأعمال وللمؤتمرات، والاستفادة من القطاع الصحي لجذب السياحة الطبية لجدة، مؤكدا أن تنمية القطاع السياحي تتطلب تحسين حركة النقل إلى جدة، مع توفير خدمات وتطوير طابع فريد لجدة كوجهة سياحية.