«المرأة الحديدية»، لقب ارتبط برئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر، وهو نفسه اسم الفيلم الذي روى سيرة تلك المرأة وتناول معاركها السياسية، وهي تخوض بعض الحروب، باعتبارها واحدة من الشخصيات التي شكلت وجه العالم المعاصر. و«لتجسيد دور امرأة استثنائية كان لا بد من نجمة استثنائية» بهذه العبارة اختصر كل من منتج فيلم iron lady the ومخرجته البريطانية فيليدا ليود خيارهما للممثلة الأمريكية ميريل ستريب لتجسيد دور تاتشر. موجة من الرفض والنقد والتذمر انطلقت من بريطانيا، حيث عرض الفيلم لأول مرة، من قبل عائلة تاتشر والموالين لها أولا، حيث اعتبروا أن «ليود» صورت لهم رمزا من رموز بريطانيا على أنها عجوز مصابة بالزهايمر، كذلك الرفض أتى من قبل خصومها السياسيين، حتى أهل الصحافة والإعلام رفضوا الفيلم بشكل عام؛ ولكنهم أثنوا على الأداء المميز لميريل ستريب ومنحوها فيما بعد جائزة «بافتا» وقبلها كانت قد حصدت الغولدن غلوب حتى نيلها مؤخرا لأوسكار العام 2011 كأفضل ممثلة عن الدور المثير للجدل «مارغريت تاتشر». الفيلم بحسب المخرجة «فيليدا ليود» لم يكن هدفه تناول حقبة سياسية مهمة في تاريخ بريطانيا، وإنما كان هدفه تسليط الضوء على«الشخصية»، وتشرح ليود:«الفيلم هو إضاءة شيكسبيرية، لثمن السلطة أو الوحدة التي تفرضها السلطة، وعما يحل بالإنسان بعدما يفقد هذه السلطة». «المرأة الحديدة» اعتمد بشكل كبير على لقطات إخبارية (كونه لا يعالج قضية سياسية) تذكر تاتشر بعصرها الذهبي ولحظات تدربها على تولي قيادة حزب المحافظين والمعارك التي خاضتها مع اتحادات العمال البريطانية والاحتجاجات ضد حكمها وحربها عام 1982 مع الارجنتين بسبب جزر فوكلند. الفيلم إن كان لا بد من توصيفه، فهو أشبه ببورتريه، صورا متتالية، العجوز ذات ال 86 عاما والشابة ابنة التاجر التي دخلت المعترك السياسي وصارعت من أجل أن تجد مكانها. فهذا البورتريه، ولكي يتحول إلى فيلم كان لا بد أن يرتبط بأحداث، فتروي كل صورة قصة، شجاعة هذه السيدة السياسية، وعنادها وإرادتها الثابتة حينا، وأحيانا طبعها العنيد المتصلب إلى أقصى حد، وكل ذلك جعل منها شخصية محترمة ومكروهة في آن، سيدة خارقة القوة حتى بلغت من العمر ال 86 وأصيبت بالزهايمر ويبدو أنه الأمر الذي أثار حفيظة البريطانيين. الفيلم أو البورتريه، أجاد إبراز أ دق تفاصيل المرأة التي حكمت بيد من حديد، فقد اعترفت ميريل ستريب أنها حبست نفسها داخل غرفة 24 ساعة لتتقن صوت تاتشر، حيث اعتبرت أن صوت تلك المرأة بالنسبة لها هو «لغة جديدة» ويجب أن تتقنها، فرئيسة وزراء بريطانيا كانت تمتلك صوتين: الصوت الناعم والخافت في بداية مهنتها السياسية والصوت الذي أشاع سلطة جنونية فيما بعد، والذي حمل ميريل إلى السجادة الحمراء للفوز بأوسكار أفضل ممثلة لعام 2011 عن دور المرأة الحديدة. شارك فى بطولة الفيلم عدد من النجوم، منهم جيم برودبينت وريتشارد أي جرانت وسوزان براون، والفيلم من إخراج فيليدا لايوت. الجدير بالذكر، أن ستريب رشحت لسبعة عشر مرة لجائزة الأوسكار. وفازت بها ثلاث مرات. المرة الأولى عام 1980 عن فيلم «كرامر ضد كرامر» كافضل ممثلة في دور ثان، والمرة الثانية في العام 1983 عن دورها في فيلم «خيار صوفي» حيث فازت بأوسكار أفضل ممثلة. ومؤخرا فازت بالأوسكار الثالث عن أفضل ممثلة في تجسيدها لدور المرأة الحديدية.