تعتبر الأمريكية ميريل ستريب أعظم ممثلة سينمائية على قيد الحياة، ورشحت 16 مرة لنيل جائزة الأوسكار، وهو رقم قياسي. وينتظرها الآن ترشيح جديد للمرة ال17 عن قيامها بدور رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر في فيلم بعنوان «المرأة الحديدية The Iron Lady» حين تعلن الترشيحات لجوائز الأوسكار في بيفرلي هيلز، 26 يناير الجاري. وستحصل ستريب خلال مهرجان برلين السينمائي، منتصف فبراير المقبل، على جائزة تقديرية عن مجمل أعمالها الفنية مع عرض بعض من أشهر أفلامها على مدى الأعوام ال30 الأخيرة. وقال منظمو المهرجان إن ستريب، 62 عاما، ستحصل على دب ذهبي شرفي. «يسعدنا أن نتمكن من منح هذه الجائزة إلى مثل هذه الممثلة الرائعة والنجمة العالمية. إن ميريل ستريب ممثلة متنوعة تتنقل بسهولة بين الأدوار الدرامية والكوميدية»، حسب مدير المهرجان ديتر كوسليك. ويخطط المنظمون لعرض ستة أفلام لستريب أثناء المهرجان منها دوراها اللذان فازت عنهما بالأوسكار في «كرامر ضد كرامر Kramer vs. Kramer» كأفضل ممثلة ثانوية عام 1979 و«اختيار صوفي Sophie's Choice» كأفضل ممثلة رئيسية عام 1982، علما بأنها ترشحت ل25 جائزة جولدن جلوب «الكرة الذهبية» فازت بسبعة منهم، علاوة على عشرات الجوائز الأخرى. وهي تعرف بقدرتها العجيبة على إتقان جميع اللهجات وإن كانت تكرر دائما أنها تقوم بذلك بفضل مساعدة مدربي اللغات الذين تتعامل معهم. وجعلها تميزها في العديد من الأدوار تستحق لقب الأسطورة الحية. ورغم أن أرفف منزلها تئن تحت وطأة هذه الجوائز التي فازت بها، إلا أن ميريل لا تزال تشعر بالرعب من السقوط في براثن الفشل قبل أن تعتزل العمل الفني، حسب مراسل صحيفة ال«ديلي إكسبريس» البريطانية. «إنها مدفوعة بالخوف من الفشل والعودة إلى نقطة الصفر. ويزداد هذا القلق يوما بعد يوم ولحظة بعد لحظة، حيث يوجد الفشل في الانتظار». وفي الواقع تعتبر ميريل من الممثلات اللاتي يجبرن الآخرين على احترامهن دون أن يشعرنهم أنهن من فئة النجوم العملاقة. وهي تنتقد على الدوام السلوك الخاطئ من بعض العاملات في المجال الفني. ولكنها تقول إن بعض الأخطاء قد تقع دون قصد وقد تعطي إشارات غير سليمة عن الشخص الذي ارتكبها، ولهذا يأتي خوفها من الفشل وإصرارها على تقديم الأشياء الرصينة لضمان النجاح. وعندما بدأت دور السينما في العاصمة البريطانية لندن عرض آخر أفلامها، فإنها لم تغادر منزلها لمدة أسبوع كامل لتأمين نفسها خوفا من ردود الأفعال. «لقد ذهبت إلى نوع من السجن، أغلقت الأبواب على نفسي وتفرغت للهواجس والأوهام».. وذلك على الرغم من أن جيم برودبنت الذي لعب دور زوج تاتشر في الفيلم أشاد بالطريقة التي أدت بها ستريب وقال: «كانت غير عادية». ورغم حرصها الشديد على سمعتها ونجوميتها الطاغية، إلا أنها كانت تتعرض للنقد الجارح أحيانا. وفي عام 2008 أصبح الفيلم الموسيقي «ماما ميا» صاحب أعلى الإيرادات في بريطانيا في تاريخ صدوره لكن النقاد وصفوه ب«السطحية والفوضى». وكان الفيلم يضم أكثر من 20 أغنية لفريق السبعينات الشهير «أبا» تم تركيبها على لسان الممثلين دون الاستفادة من تقنيات الصوت.. وهذا بالفعل الفشل الذي ظلت ستريب تخشى الوقوع فيه، طوال الأعوام الثلاثة الأخيرة .