يمضي صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في مجلسه المفتوح بمقر رئاسة الحرس الوطني يوميا وقتا طويلا يتجاذب خلاله الحديث مع المواطنين وقيادات الحرس الوطني. ويجلس سموه في نفس المكان الذي كان يجلس فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أبان رئاسته للحرس الوطني، ويحمل الأمير متعب رصيدا زاخرا من الخبرات المتنوعة كونه ضابطا محنكا وعسكريا مثقفا من الطراز الأول، ودبلوماسيا ترعرع في كنف والده والتصق به ليكتسب منه صفات يصعب حصرها في عجالة. تجده في مجلسه مستمعا جيدا لطلبات المواطنين ومنسوبي الحرس الوطني ويردد على مسامعهم «بلادكم في خير وأبشروا بالخير» ..حديثه ينبع من القلب للقلب، يسأل عن كل صغيرة وكبيرة، وهو قريب من الجميع يرى الكبير أخا والصغير ابنا .. يأخذ بيد العاجز حتى يجلسه، وبيد المحتاج حتى يبلغ حاجته. وكان خطابه الدائم للعسكريين في مجلسه «أنتم إخواني وأنا في خدمتكم». هذا هو متعب بن عبدالله في مجلسه ولذلك لا يستغرب أن الحرس الوطني يعيش في سباق مع الزمن، فتحولت كتائب العسكر ووحداتها إلى صرح ثقافي يمثل بلدا بأكمله وليس قطاعا عسكريا فحسب. هذه الرؤية الشمولية لمتعب بن عبدالله الأمير والإنسان والمثقف والعسكري منظومة متكاملة شكلت كيانا إنسانيا نادرا، وأنموذجا للمسؤول الذي يحمل على عاتقه هم وطن بأكمله وهم إنسان هذا الوطن. متعب بن عبدالله أخلاق فارس حقيقي من بيت مجد أنجب الفرسان، ولِمَ لا فوالده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيد الفرسان وأكرمهم معشرا وخلقا، وما متعب بن عبدالله إلا نتاج غرس ذاك الفارس وبذرة خير تعهدها الأب القائد بالسقاية والرعاية. بالأمس عدت بذاكرتي مستحضرا وصية الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمير متعب وهو يمسك بيده عقب صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينه رئيسا للحرس الوطني «يا متعب الحرس الوطني أغلى عليَّ من عيالي، واليوم أشيله من ذمتي وأضعه في ذمتك». قال لي الأمير متعب:لقد أجبت الملك لحظتها «كلنا في ذمتك إن شاء الله، والله يعيننا ويقدرنا على أن نخدمك بأي شيء نستطيع أن نقوم به». ويضيف الأمير متعب ل«عكاظ» :(الحرس ليس جزءا مني بل هو حياتي كلها)، وعندما حضرت مجلس الأمير متعب بن عبدالله يوم أمس أيقنت أنه رعى الذمة التي قطعها لوالده وأوفى بعهده لخادم الحرمين الشريفين فكان الحرس الوطني ورجاله أغلى عليه من إخوته وأبنائه إنفاذا لوصية والده.