ناقش مشاركون وباحثون في جلسة أمس، ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الخامس للعلوم، الذي تنظمه جامعة أم القرى بمكة المكرمة ممثلة في كلية العلوم التطبيقية، جسر الهوة بين التعليم العالي والتعليم العام والفني، والاستخدام السلمي للطاقة الذرية. وتحدث رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم، الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود، في الورقة الاولى عن دور المركز في جسر الهوة بين التعليم العام والعالي، وإصرار الجامعات على تدريس جميع الطلبة سنة تحضيرية، مقترحا أن يكون برنامجا تحضيريا حيث إن بعض الطلبة من خلال اختبارات القياس والتقويم يحرزون درجات مرتفعة وأعلى مما يعطى لهم في السنة التحضيرية، خصوصا في مادة الرياضيات، مؤكدا أن ذلك إضاعة للمال والجهد، مشيرا إلى أن هؤلاء الطلاب ليسوا بحاجة لسنة تحضيرية، واستدرك بقوله «لا تلوموا الجامعات عندما وضعت سنة تحضيرية، لأن هناك طلابا مستوياتهم منخفضة جدا، وهو ما كشفته اختبارات القياس». ويرى المشاري أن اختبارات القياس كشفت عن تقارب نتائج الطلبة الدارسين في التعليم الخاص مع زملائهم الدارسين في التعليم العام، وعن تقارب مستوى الطالبات مع الطلاب في مادة الرياضيات. وأبان أن اختبارات القياس تؤكد على ثلاثة أمور أساسية، هي المهارة الأكاديمية الأصيلة، مثل القراءة والكتابة وحسن المخاطبة، إضافة للتحصيل العلمي في مقررات العلوم الأساسية والمهارات في اللغة الانجليزية. ولفت المشاري إلى أن التعليم العام يعتبر بمثابة تحضير لاختبارات القياس، بينما اختبارات القياس، تعد تأهيلا للجامعة، والتأكيد على المعلومات التي حصل لها، لتكون السنة التحضيرية بمثابة استكمال تأهيلي للطلبة، قبل الدخول في الدراسة الجامعية. وفي الورقة الثانية تحدث الدكتور خالد العنقري المدير العام لمجموعة العمل عن الثقافة السلبية عن العمل المهني والتقني والنظرة السلبية عن التعليم المهني. وقدم أستاذ الرياضيات، وكيل التطوير السابق لجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور سالم سحاب، ورقة عمل بعنوان (السنة التحضيرية ودورها في جسر الهوة: أفكار حول إعادة تصميم المقررات)، تطرق فيها إلى أهمية السنة التحضيرية للطالب الجامعي المستجد، التي تعد نقلة نوعية في التعليم العام. وقدم الدكتور راشد الزهراني ورقة عمل عن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، شرح من خلالها واقع التركيبة السكانية وتحديات التوظيف، وآلية إعداد المعايير المهنية الوطنية وتطوير البرامج التدريبية. وتحدث الدكتور محمد بن سليمان الرويشد الوكيل السابق للشؤون التعليمية بوزارة التربية عن الفجوة ما بين التعليم العام والتعليم المهني والتعليم العالي وأسباب ذلك. ثم تناولت الورقة الاخيرة بعنوان (دور كلية التربية في جسر الهوة بين التعليم العام والتعليم العالي)، للدكتور فريد الغامدي وكيل كلية التربية في جامعة ام القرى مدى توافق مخرجات التعليم الثانوي ومتطلبات الالتحاق بالتعليم العالي ممثلا في كلية التربية. من جهته، دعا نائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور وليد حسين أبو الفرج خلال المحاضرة التي ألقاها أمس تحت عنوان (رؤية خادم الحرمين الشريفين لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة) إلى استخدام مصادر بديلة مستدامة وموثوقة لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة للتقليل من الاعتماد على الموارد الهيدروكربونية، وبالتالي توفير ضمان إضافي لإنتاج الماء والكهرباء في المستقبل. وأشار أن استخدام الطاقة الذرية المتجددة السلمي سيمكن من استشراف حاجة المجتمع والتخطيط لتلبيتها بشكل مدروس ودقيق يزيد من معدل التنمية ويعطي المملكة القدرة المعرفية لتوطينها.