ابتلعت السيول التي تسببت بها الأمطار الغزيرة طفلين في محافظة تثليث. كما قتلت شاباً في مركز الحمضة. وعثر على جثة الطفل الأول (عامان) بسرعة، في حين استغرقت عمليات إيجاد جثة الطفل الثاني (7 أشهر) نحو 20 ساعة. وكانت الأمطار الغزيرة المصحوبة بالبَرَد والرياح الشديدة عاودت هطولها بغزارة، لم يشاهد مثلها هذا العام، على محافظة تثليث وتوابعها والمراكز والقرى المجاورة لها، متسببة في أضرار لبعض الممتلكات. في السياق ذاته، أنقذ المواطن ناصر بن قبلان آل مشني حياة ثلاثة مواطنين وطفل احتجزتهم سيول وادي النبعة، بعد انفجار السد القائم بين قرية مريغان ومركز الزرق شرق محافظة تثليث. وأوضح نائب المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في منطقة عسير المقدم أحمد عسيري، أنه عُثر على الطفل البالغ من العمر سنتين في زمن قياسي، في حين تم العثور على الطفل ذي الأشهر السبعة على مسافة ثلاثة كيلو مترات من موقع الانجراف بعد عمليات بحث استغرقت 20 ساعة. ونجا شاب وتوفي آخر في مركز الحمضة، بعدما جرفت سيارتهما السيول، في الوقت الذي حاصرت فيه الأمطار بعض القرى، وجرفت بعض السيارت وألحقت الضرر ببعض المنازل. وأشار عسيري بأنه تم مساندة الدفاع المدني في تثليث بعدد من الضباط والأفراد بقيادة مساعد مدير الدفاع المدني في منطقة عسير لشؤون العمليات العميد سعد العمري، وتم إسنادهم بعدد من المعدات والآليات والسيارات وأجهزة ومعدات الإضاءة، لافتاً إلى أن هناك عدداً من العائلات والسيارات احتجزت في محافظة بيشة، «لكن تم إنقاذهم بعد أن احتجزتهم مياه السيول». وأوضح أن فرقاً تعمل منذ هطول الأمطار على حصر الأضرار من لجان مشكلة من المحافظة والدفاع المدني والمالية. وكانت الأمطار التي شهدتها تثليث والمراكز التابعة وبيشة شكلت سيولاً جارفة، مشيراً إلى أنهم حتى الآن لم يستخدموا صفارات الإنذار. ودعا عسيري المواطنين لأخذ الحيطة والحذر وعدم الاقتراب من بطون الأودية وأعمدة الكهرباء، وعدم الاعتماد على السيارات ذات الدفع الرباعي وعدم المجازفة بالأرواح في السيول. كما تسببت الأمطار في انقطاع الكهرباء عن نحو 400 مشترك، كما ألحقت أضراراً بمنازل وسيارات إضافة إلى تسجيل 84 حادثة احتجاز تمّ إنقاذها، كما عانى ملاك الأغنام من حالات نفوق. وقال محافظ تثليث محمد الغثيم إن أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد تابع تداعيات الأمطار أولاً بأول، ووجه بتوفير وسائل السلامة للمواطنين وتقديم الخدمات كافة لكل من يحتاج المساعدة، مؤكداً تسببها بإلحاق الضرر ببعض المنازل والسيارات، مؤكداً أنه تم إنقاذ 84 حالة ما بين أشخاص، وفي محافظة النماص، تلقت غرفة عمليات إدارة الدفاع المدني بلاغات عن احتجاز مواطنين في أحد الطرق شرق النماص، فتم الانتقال إلى الموقع وإنقاذ المحتجزين. وأكد نائب الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة عسير عدم وقوع أية خسائر في الأرواح والممتلكات. أما في مركز تنومة، فأغلقت الأمطار الغزيرة الشارع العام (طريق أبها- الطائف) بعد تساقط بعض الحجارة والأتربة، وبخاصة على مفترق طريق الجامعة، أمام قرى قريش. كما تساقطت بعض جدران المزارع في تنومة وقطع بعض طرق القرى. وأدت الأمطار أيضاً إلى تدمير بعض آليات مشروع البلدية لتنفيذ طريق الجامعة. وفي مركز بللحمر، اضطر عدد من أهالي القرى شمال منطقة عسير الأسبوع الماضي إلى الاستعانة بمكفوليهم من رعاة الأغنام وعمال المزارع، لرفع ما يستطيعون رفعه من مخلفات الأمطار التي جرفتها السيول لتعيق حركة سير السيارات على الطرق والشوارع الداخلية، حتى يستطيعوا العبور وصولاً إلى الجهة التي يقصدونها إضافة إلى تعاون الأهالي والمواطنين ومواشيهم في ذلك. من جهة متصلة، بلغت كمية المياه التي يختزنها حوض سد وادي الخلصة ووادي الغرابة في بللحمر حوالى 2 مليون متر مكعب من مياه السيول، التي جرت بها الأودية خلال الأسبوع الماضي.