منذ سنوات، والحديث عن تحديد يومي الإجازة يتصدر قائمة (أهم الموضوعات) للقطاعات المالية. بل انتقل الموضوع لأهميته طبعا ليدخل أروقة المحادثات الاقتصادية التي تشارك فيها المملكة ويتصدر قائمة جدول أعمالها. أنصار تغيير موعد إجازة نهاية الأسبوع يجادلون بأن إجازات قطاعات المال العالمية هي يوما (السبت والأحد) وإجازاتنا يوما (الخميس والجمعة) مما يعني أن أربعة أيام أي أكثر من نصف الأسبوع تتوقف فيها معاملاتنا المالية مع العالم، وبالتالي، تخسر خلالها القطاعات المالية البنوك والشركات، خصوصا التي تعمل في البورصات العالمية الكثير من المال، بما في ذلك الدولة نفسها. والطرف الآخر، المؤيد لبقاء الوضع على ما هو عليه بعدم التغيير، يجادل بأن يوم الجمعة هو يوم عبادة في الإسلام، ونحن في بلد إسلامي، ولا يجب مساسه لما له من خصوصية للمسلمين. ولكن، لو استطعنا أن نوفق ما بين هذه الأيام حسب رغبة كافة الأطراف، فإننا نستطيع أن نخرج بمعادلة ترضي الجميع. المطلوب هو أن يتم تحديد يومي (الجمعة والسبت) إجازة لكل القطاعات المالية والاقتصادية في الدولة. ويظل يوما (الخميس والجمعة) إجازة للقطاعات الأخرى التي ليست لها علاقة بالمال والاقتصاد. وبهذا نكون قد كسبنا أكثر من نصف الأسبوع في التعاملات المالية العالمية من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك فائدة تعود على كافة الأطراف. فالموظف الذي يضطر للخروج من دوامه الرسمي لإنهاء معاملات مالية في البنوك أو القطاعات ذات العلاقة، يستطيع أن يؤجل معاملاته ليوم الخميس حيث البنوك مفتوحة بدوام كامل والقطاعات المالية التابعة للدولة أيضا تعمل بدوام كامل. وموظف القطاعات المالية الذي يحتاج إلى إنهاء معاملاته في قطاعات خدمية؛ كالمرور والجوازات والبلدية.. يستطيع أن ينهي تلك الإجراءات يوم (السبت)، أي يوم عطلته الرسمية. إن اختلاف يوم الإجازة مطلب ملح ومهم حتى لو لم يكن هناك ارتباط بين القطاعات المالية المحلية والعالمية. فوجود يوم إجازة للموظف الذي لا يعمل في قطاعات مالية لإنهاء إجراءاته في قطاعات مالية، ووجود يوم إجازة لموظف القطاع المالي لينهي معاملاته في القطاعات الأخرى تعتبر حقا منطقيا لكلا الطرفين.. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم تجربة فكرة تغيير موعد الإجازة فقط للقطاعات المالية من يومي (الخميس والجمعة) إلى يومي (الجمعة والسبت)، لمدة عام مبدئيا، وبعد مضي العام الأول تدرس النتائج لمعرفة سلبياتها وإيجابياتها ويتم تقييمها بناء على تلك النتائج، إما بالاستمرار أو التوقف وإعادة الوضع إلى ما كان عليه. [email protected]