في سياق الخبر الذي نشرته صحيفة الوطن على صفحتها الأولى يوم الجمعة الماضي يمكن أن نفهم الموضوع كالتالي:- بعد أن واجهت إمارات المناطق صعوبة في الرد على خطاباتها واستفساراتها من بعض الجهات الحكومية أو أكثرها، بما في ذلك المبنية منها على استفسار من المقام السامي، لم تجد بداً من نقل الصورة إلى وزارة الداخلية التي بادرت بإرسال تعميم إلى كافة الجهات الحكومية يشدد على ضرورة سرعة الرد وإلزام مسؤوليها بالاستجابة السريعة، مشددة على الأهمية القصوى لهذا الأمر واتخاذها إجراءات تصل إلى التحقيق وتحديد المسؤول المتسبب ومعاقبته.. خبر ملفت للنظر، خصوصاً حين يتضمن معلومة تفيد بأن بعض الإمارات أو حتى وزارة الداخلية، تضطر إلى بعث مندوبين لتتبع سير المعاملات في بعض الجهات بعد عدم الاستجابة للتعقيبات الهاتفية وبرقيات الاستفسار، إنه يدل بوضوح تام على أن الوقت لايعني شيئاً لدى بعض المسؤولين وأن مصالح الوطن والمواطنين غير مهمة في أدبياتهم الوظيفية، بل يعني ذلك أيضاً عدم احترامهم لمرجعياتهم الإدارية في المناطق التي تمثلها الإمارات، وعدم اهتمامهم بمساءلة أو عقاب لأنهم لم يتعودوا عليها.. تخيلوا حين تكون هناك معاملة أو خطاب استفساري بشأن مشروع حيوي مهم متأخر ومتعثر تحاول الدولة تسريع إنجازه، أو توجيه تنظيم أو إجراء إداري لابد من تطبيقه، أو مشكلة كبيرة لابد من حلها بشكل سريع، ورغم ذلك لا تعير بعض الجهات اهتماماً بمخاطبات التعقيب وتساؤلات الاستفسار!!.. إنها مشكلة حقيقية تسبب تعطيل الكثير من مشاريع التنمية وبرامج التطوير وتعيق سرعة الحركة باتجاه المستقبل. إنه استهتار بكل واجبات المسؤولية والتزاماتها، والأمانة التي يجب أن يتحملها كل مسؤول، ومع ذلك نجد بعض المسؤولين يتذمرون من النقد وينكرون التقصير ويزعمون أن إداراتهم في غاية المثالية والكمال.. كيف أيها السادة والجهات العليا تتذمر من استرخائكم وتهاونكم وسباتكم الطويل؟؟