أكد مفسر الأحلام محمد الأحمد أن المشككين في علم التأويل لا يستندون إلى أحاديث صحيحة ،لافتا إلى جملة من الأدلة تؤكد هذا العلم أبرزها ما كان عليه نبي الله يوسف عليه السلام. وعدد الأحمد بعض هذه الأدلة كما جاء في البخاري حين أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قد تواطأت رؤى الصحابة على أن ليلة القدر في ليالي العشر، قال: «إني أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر» وهذا دليل أن ليلة القدر فيها كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم. وأشار الأحمد إلى أن الرؤى الصالحة تكون من الله عز وجل فقد جاء في الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم «الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان»، مبينا أن الرؤى المضافة إلى الله لا يقال لها حلم، وأما المضافة إلى الشيطان فلا يقال لها رؤيا وهذا فرق بين المصطلحين. وشدد الأحمد على ضرورة معرفة التفريق بين ما يراه النائم إذ يشاهد إحدى ثلاث كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة». وخلص إلى ما جاء عن ابن القيم رحمه الله بأن الرؤى أمثال مضروبة يضربها الملك الذي قد وكله الله بالرؤيا ليستدل الرائي بما ضرب له من المثل على نظيره ويعبر منه إلى شبهه.