هوس تفسير الأحلام في كل وسائل الإعلام أصبح ظاهرة وعن الرؤى والأحلام يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليتحول وليتفل عن يساره ثلاثاً وليسأل الله من خيرها وليتعوذ من شرها ) . وقال سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم : ( إذا حلم أحدكم فلا يُخبر الناس بتلعب الشيطان به في المنام ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( إن الرؤيا ثلاث منها أهاويل من الشيطان ليُحزن بها ابن آدم ، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه ، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ) وقال عليه من ربه وربنا أفضل الصلاة والتسليم : ( الرؤيا الصالحة من الله ، والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم ما يُحب فلا يُحدِّث به إلا من يُحب ، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثاً ، ولا يُحدِّث بها أحداً فإنها لن تضره ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( الرؤيا على رجل طائر ، ما لم تعبر ، فإذا عبرت وقعت ) وكل ما أوردت من الأحاديث صحيح . وعليه فإن تفسير الرؤى والأحلام يجب أَلَّا يكون ظاهرة ، ومنتشرة بالشكل الذي هو موجود عليه اليوم ، وهذا عكس ما ورد عن الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وعبر فضائيات مشاعة للكل ومن قِبَل أناس يدَّعون التخصص ومخافة الله . وانتشارها بهذا الشكل وتخصيص قنوات فضائية لها ما هو إلا للكسب المادي الفاحش ، ووجد أصحاب هذه القنوات تفسير الأحلام والرؤى بضاعة يسهل ترويجها مع أناس خفَّت عقولهم وذوي نفوس هشَّة يفتشون عن تفسيرات لأحلامهم ورؤاهم على أمل استشفاف المستقبل لأنهم يعيشون أزمات نفسية لم يجدوا منها مخرجاً ولم يجدوا لها علاجاً فبات الهروب للمجهول فراراً من الواقع فسيرت واقعهم ومستقبلهم الرؤى والأحلام . والغريب أن من أصحاب هذه القنوات من هم يدّعون الورع والتُقى ومنهم من هم يدّعون علم الرؤى والأحلام على طريقة المدارس الحاضرة الراهنة لأن تفسيرها غير مربوط بديانة . الحقيقة الرقم «700 « وارقام الإعلانات التي تبدأ ب « 8 « للرسائل ابتُدعت للكسب المالي الفاحش للمشترك فيه , وما تبعه من ربح كبير هو الهدف وليس مصلحة المجتمع والأمة الإسلامية ولقد تفنّن الكثير في هذا الشأن وغيره من الشؤون التي تهم المجتمع ، وفي موضوعات متعطش لها كثير من الناس ، وأكلوا أموال الناس بلا ورع أو تقوى أو مخافة لله عز وجل ، ومن تلك الموضوعات التزويج وقنوات الزواج ، والمسابقات الربحية التي يدّعون أنها تُحقق الأحلام ، وكلها يدفع قيمتها المشتركون والمتصلون وتنسب للقناة وأن أصحابها أهل خير ويد كريمة . تلك القنوات تكشف لنا مدى السذاجة التي نحن فيها وقلّة الوعي والتفكير والتهافت على كل شيء بلا وعي أو إدراك . الله رب العباد عز في عُلاه حرّم الربا والقُمار والميسر لأنه أكل أموال الناس بالباطل وبدون وجه حق فماذا نقول عن رقم ال «700 « والتي تبدأ ب « 8 « وما آل إليه معها الحال , أليس من المقامرة والمغامرة غير المشروعة ؟ ولم أجد للمفتين والعلماء قولا في هذا حتى هذه الساعة. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه ص. ب 11750 جدة 21463 فاكس 6286871 [email protected]