ما أشبه الليلة بالبارحة، مقولة القدساويين، وهم يعيشون قلقا بالغا منذ ثلاثة مواسم، غير أن الموسم الماضي هبط الفريق فعليا إلى حيث جاء من دوري الأولى، بينما تعلق رئيسه الهزاع بقشة قصمت ظهر الفريق الوحداوي، بعد أن طبق بحقه قانون التلاعب، غير أنه المخالف لكل القوانين المعمول بها في مثل هذه الحالات، على اعتبار أنه تلاعب والتعاون في اللقاء النهائي الذي جمع الفريقين في مكةالمكرمة، فيهبط الوحدة وينجو التعاون من هذه المغبة رغم ادانته التقديرية كما هو حال الوحدة، وبالتالي بقي القادسية موسما آخر ذاق خلاله الأمرين فلم يقدم ما يشفع له بالبقاء بين الكبار، وقد بات عرضة للكثير من الخسائر، فلم يتذوق الفريق القابع في مدينة الخبر طعم الفوز سوى 4 مرات من أصل 25 لقاء بينما، تعادل في 6 لقاءات وخسر 15 مرة بكل ألوان ومقاسات الخسارات، وولج مرماه قرابة ال50 هدفا. وحال التعاون لم يختلف كثيرا، فقد ظل يعيش الأوضاع ذاتها منذ انطلاقة الموسم الحالي، فمن خلال 4 انتصارات و7 تعادلات ظل حبيس المراكز الأخيرة مجاورا القادسية والانصار (صاحب الأسبقية الأولى في الهبوط)، وتلقت شباك التعاون 50 هدفا جسدت حال الضعف الذي يعيشه الفريق. وبالتأكيد موقف التعاون أكثر قساوة من القادسية لأن اللقاء الأخير سيكون أمام الجار اللدود (الرائد)، وبين هذين القطبين في القصيم ما بينهما من صراعات ورغبة في تسجيل سابقة ستظل تذكر في هذه المنطقة إلى زمن ليس بالقصير، ولن يركن الرائد إلى معاونة جاره «المكلوم» تحت أي بند ولا سيما أن الأعين الرقيبة ستتابع هذا المواجهة بحرص ودقة متناهية، رغم أن التعادل سيكفي التعاونيين فيما لو خسر القادسية من النصر. ولن ينتظر التعاون مثل مسماه من الرائد، أو أن يسدي النصر له خدمة، لأن الأمر مشابه للغاية ولا سيما مع القادسية الذي يرتبط بعلاقات قوية مع النصراويين ستجعل الأخير حريصا على اللعب بجدية بالغة. والأمر في محياه العام يفرض حتمية البذل لآخر دقيقة، لأن اللقاءين سيلعبان في توقيت واحد ومن تحت مجهر المراقبة. وبالنظر إلى المواجهتين وحيثيات ذلك، نتلمس أن يكون لقاء التعاون بالرائد الأكثر ضراوة، إذ للجيران نية اسقاط «السكري» ليخلو لهم وجه المنافسة في الموسم المقبل، ويكونوا سجلوا سبقا سيوجع التعاونيين إلى وقت طويل، وسيدفع بهم إلى انتظار التقاء جديد بين الفريقين في قادم الأيام. وعلى الطرف الآخر، ينتظر القدساويون أن يكون النصر أقل صرامة، وقد أحيلت الكثير من الاهتمامات المشتركة إلى طاولة النقد من القدساويين قبل غيرهم، وتحديدا في قضية الاستغناء عن المهاجم الجزائري بوقاش للنصر، رغم سوء موقف الفريق القدساوي، وكثرة المتربصين بإدارة الهزاع الذي عاش صراعا مريرا مع الشرفيين والكثير من القدساويين والمهتمين بالشأن الرياضي في الخبر جراء تفريطه بالكثير من النجوم، ما أضعف الفريق ووجهه إلى هذه الهاوية السحيقة، بل شهد تواجده على رأس الهرم نقدا واسعا طال الانتخابات وقدحها بعدم النزاهة، وظل نادي القادسية طرفا ثابتا في أغلب المحاكم يدافع ويستأنف ويتلقى الأحكام. وفي الغد سيكون يوم الجمعة فيصلا قاسيا لأحد هذين الفريقين، بينما ستملأ السعادة طرفا آخر. ولن تنتهي الحكاية عند هذا الحد، فقد يهبط القادسية، وينتصر أعداء الهزاع، وتتكشف الكثير من الأقنعة، ولن يسلم النصر حال فوز القادسية، مع حتمية أن يتعثر التعاون بالتعادل أو الخسارة، والحال لا يختلف لدى الجارين، فبقاء التعاون عبر الرائد سيظل حديث أبناء القصيم، والعكس صحيح.