تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة الطائف وضواحيها منذ خمسة أيام. ففي عشيرة تسببت الأمطار في جريان السيل في وادي العقيق الشهير غربي المدينة، وبمنسوب تاريخي لم تشهده المنطقة منذ 50 عاما، الأمر الذي أحدث انجراف الحواجز الترابية لكثير من المزارع الواقعة على ضفافه. من جهة ثانية، تعرض مدخل منطقتي الحماة والشاحطة جنوبي محافظة الطائف أمس، للانجراف بسبب السيول، وذلك بعد أن اجتاحت الطريق قبل العبارة وتسببت في تراكم الكتل الصخرية على طريق حداد، فيما هرعت الجهات المعنية من مكتب وزارة النقل والبلدية والدفاع المدني لفتح طريق ترابي جانبي لسكان القرية. وفي ظلم تسببت الأمطار في توقف قائدي الشاحنات على جنبات الطريق تجنبا للحوادث بعد تدني الرؤية الأفقية. وفي الخرمة، ساعد عدد من معلمي مدارس مركز الغريف طلابهم في المراحل الابتدائية على تجاوز وقطع مياه الأمطار ونقلهم إلى ضفة وادي الخرمة الأخرى. وفي حين لم يستطع الكثير من الموظفين والطلاب أمس من الذهاب إلى أعمالهم، تسببت السيول التي ضربت مناطق جنوبالطائف، في تجمع المياه على طريق قرية أنصح بالحارث في ميسان، وتراكمت كميات من الصخور والحجارة على الطرق غير المعبدة وأثرت على حركة المركبات في تلك القرية. وذكر ل«عكاظ» العقيد عمر المقذلي، المتحدث الرسمي للدفاع المدني في الطائف بالنيابة، أن غرفة العمليات تتابع مع مركز الدفاع بعشيرة مستجدات وتأثير الأمطار، وهناك دوريات ترابط بالقرب من وادي العقيق وتحذر المواطنين والمقيمين من النزول فيه أو عبوره في حال كان ذلك يشكل خطرا عليهم. من جهته، أنذر الدفاع المدني بمحافظة الخرمة الأهالي من المخاطرة في اجتياز وادي الخرمة أو المكوث في بعض أجزاء الوادي التي لم تصل السيول إليها في وقت سابق. إلى ذلك، انتشرت فرق المرور والدفاع المدني بالمحافظة وقامت بتنبيه المسافرين على الطرقات الخارجية إثر تجمع مياه الأمطار. إلى ذلك، شهد مركز القوز عصر أمس، هطول أمطار غزيرة شملت قرى القوز والحبيل ومشرف وثلاثاء يبة والمحاسنة والعمور وتسببت في جريان سيول وادي يبه، كما حاصرت المياه مركز التنمية الاجتماعية بالقوز وتسببت في سقوط هنجر محطة في قرية الحبيل. وقد شهدت القوز استنفار الشرطة والدفاع المدني وقاموا بمسح شامل للقرى. وقال الناطق الإعلامي للدفاع المدني بالقنفذة الملازم أول علي الشيخي إن الأمطار الغزيرة شملت مركز القوز ومركز حلي ومركز العرضيات ومركز سبت الجارة ومركز خميس حرب وتسببت في جريان الأودية بالسيول، فيما كثفت إدارة الدفاع المدني جهودها لمواجهة الأمطار والسيول. وتسببت الأمطار في انقطاع التيار الكهربائي عن خمس قرى بالقوز وعاشت قرى الحبيل ومشرف وثلاثاء يبة والمحاسنة ظلاما دامسا وإرباكا للحركة المرورية في مثلث القوز على الطريق الدولي جدة القنفذة جازان. وذكر مصدر في طوارئ كهرباء القنفذة أن سبب انقطاع التيار يعود إلى بعض الخزانات الكهربائية التي توقفت عن العمل وستقوم الشركة بإعادة التيار للقرى فورا. وفي الليث أدت السيول التي شهدتها مناطق شرق المحافظة أمس إلى وفاة شاب وإصابة 6 أشخاص آخرين في مركز بني يزيد بعد ارتطام سيارتين وجها لوجه في أحد منعطفات قطاع بني يزيد بسبب الانزلاق أثناء السير في طريق مركز بني يزيد شرق المحافظة، نقلوا على إثرها إلى مستشفى الليث العام، فيما تم نقل حالة خطرة إلى مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة لتلقي العلاج ونقل المتوفي إلى ثلاجة مستشفى الليث. كما أدت الأمطار والسيول إلى عزل قرى شرق الليث عن المحافظة مما عطل وصول المعلمين والمعلمات إلى مدارس قطاع بني يزيد. وكشف ل«عكاظ» النقيب محمد العيافي في الدفاع المدني في الليث أن عمليات الدفاع المدني تلقت بلاغا باحتجاز مركبة من نوع جيب صالون وسط وادي الليث وتم إنقاذ ركابها من قبل فرق الإنقاذ دون إصابات، فيما حذر مدير الدفاع المدني في محافظة الليث الأهالي من المغامرة وعبور الأودية أثناء هطول الأمطار، مؤكدا أن هناك سيولا قد تداهم السائقين أثناء مغامراتهم داخل تلك السيول. من جهة أخرى تعطلت الدراسة أمس في مدارس الرنيفة ودقم العويد بسبب السيول التي شهدها وادي يلملم شمال محافظة الليث.