كان في زمنٍ من العصر الحجري يتصل الصديق بصديقه عبر كوبين مربوطين بخيط رفيع .. فكانت القناة هي مجرد خيط .. توسعت الوسائل فأصبحت الكتابة عبر الرسائل البريدية تسمى قناة.. حتى في الزمن الحديث وعبر الحداثة المدنية توسعت وسائل المواصلات فأصبحت السيارة مجرد قناة.. فالقناة هي عبارة عن روح أو مسار مجسد بشكل حقيقي.. لكن السؤال الأهم هل هناك ربط بين العالم الواقعي والعالم الافتراضي؟ في عصر من العصور كنا نعتقد أن العالم الافتراضي هو مجرد أحلام أو كوابيس تتحقق أو لا تتحقق.. كطير في السماء يطير فيقع حيث أراد. أما في زماننا فأصبح العالم الافتراضي هو مجرد شبكات اجتماعية (فيس بوك وتويتر) مرتبطة بالعالم الحقيقي عبر الانترنت .. فتناقلت الحرية والمودة وتوسعت بين هذين العالمين عبر قناة التواصل الاجتماعي .. من هنا امتزجت الإنسانية بين بني البشر .. وساد الحب بين طبقات المجتمع .. فأصبح الخيط ليس بقناة ربط بل أصبح هو الوقع بحد ذاته .. بلا شك لا بد من قطع الخيط حتى نكون كما كنا عليه في سالف العصر الحجري لا محبة لا حرية لا إنسانية .. فوجب علينا إصدار حكم من المحكمة الأزلية .. فحكمت المحكمة حضوريا على المتهمين الفيس بوك وتويتر بالسجن المؤبد مع العمل والنظافة لربطهما عالمين مختلفين ..! وانتهت القضية وأغلق الملف وانقطع الخيط .. فيس بوك وتويتر كونا بخير حتى نجد البديل الآخر ..!!