من أهم ما تهتم به إيران في نشاطاتها هو تخريب العقيدة الإسلامية الصحيحة وإحلال العقيدة الشيعية الفارسية، ممثلة بالمذهب الأثنى عشري، بديلا عنها. فإذا ما تحقق ذلك سهل في نظرها تحقيق أهدافها القومية، إذ هي توظف الدين لأغراض الدنيا. تطلب ذلك أن تقوم بنشر مذهبها الشيعي في كل مكان حتى ولو كان ثمن ذلك إبادة معتنقي المذاهب الأخرى المنافسة. ألم تشن إيران حرب إبادة، ما أمكنها ذلك، ضد أهل السنة؟. قام الحرس الثوري وفيلق القدس وجيش المهدي بذلك في العراق، وعكس أهداف إيران ضد السنة، دعمها لتنصيب قادة الحكومة العراقية من الموالين لها. واقتضت مصلحة إيران أن تواطأت قبل ذلك مع الاحتلال الأمريكي للعراق واعترفت بحكومة (بول بريمر)، ويؤكد محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني السابق/ محمد خاتمي، أنه لولا إيران لما احتلت الولاياتالمتحدة العراق وأفغانستان. ثم يأتي بعد ذلك السيستاني ليفتي بحرمة مقاومة الاحتلال الأمريكي في العراق. كل ذلك لتتمكن إيران وأعوانها من اضطهاد وقتل أهل السنة في العراق. وفي سوريا دعمت إيران الأسد على أساس طائفي وشاركت في ذبح أهل السنة فيها، وقامت هي وحلفاؤها في كل مكان، مثل حزب الله اللبناني، بالتعرض لأهل السنة والعمل ضدهم. فتواطأت مع شيعة لبنان ضد أهل السنة، وحرضت شيعة البحرين ضد حكومتها، وساعدت الحوثيين في اليمن لقتل أهل السنة. وما يؤيد ما ذكر هو تصريح الأمير سعود الفيصل في المؤتمر الصحافي المنعقد في الرياض مع وزيرة الخارجية الأمريكية، يوم السبت 8/5/1433ه 31/3/2012م، بقوله، إن من أبرز التحديات الحالية «التدخلات الإيرانية المستمرة في شؤون دول المنطقة» . والأمثلة على ذلك كثيرة منها: دفع إيران لعملائها في الخليج لإثارة الفتن والعمل على إقامة دولة شيعية باسم «البحرين الكبرى» (البحرين، الكويت، المنطقة الشرقية)، وتطمع في السيطرة عليها بعد ذلك ضمن مسمى «إيران الكبرى» . فقد سبق، أن دعا الشيعي الإيراني المتشدد/ محمد باقر خرازي لإقامة «إيران الكبرى» ، من فلسطين إلى أفغانستان، ممثلة ب «الولاياتالمتحدة الإسلامية»، التي ستكون كما قال، قرية عالمية للمضطهدين، وتتحكم في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، مما يمهد بعدئذٍ لظهور الإمام المهدي. و«إيران الكبرى» ، حسب قوله، ستقضي على إسرائيل ودول الجوار المنافسة التي وصفها ب «الأورام السرطانية» . كما اعتبر القائد السابق للحرس الثوري/ محسن رضائي الكويت كإحدى المحافظات الإيرانية وأسماها «كويتا إيران»، وأعطاها عملاء إيران في الكويت اسم «كويت ستان» ، وإعلان هذا الاسم متوقف على إذن من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي.. وتجاه تحقيق أهدافها أنشأت إيران فروعا لحزب الله في الدول العربية لتجنيد الشيعة فيها واستخدمت الحسينيات والمساجد الشيعية لنفس الغرض. ولنشر مذهبها والعمل ضد أهل السنة، أطلقت إيران قنوات فضائية باللغة العربية: قناة العالم وقناة الكوثر، وقنوات إخبارية ودينية لكي تقوم بتصدير الفكر الشيعي والثوري الفارسي ونشر الثقافة الإيرانية. وغير خافية جهود إيران في ملاحقة الأقليات الإسلامية في دول العالم بقصد تشييعها على المذهب الأثنى عشري الإيراني، والخلاصة أن أفعال إيران تثبت استكبارها بامتياز.. والله أعلم.