قبل أربعة أيام من انتهاء المهلة المحددة لسحب نظام الرئيس السوري بشار الأسد قواته وأسلحته الثقيلة من المدن وفقا للخطة المقترحة من قبل المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان، اقتحمت دبابات النظام دوما وأطلقت النار على المحتجين والمنشقين في حمص والرستن، فيما تظاهر مئات الآلاف أمس في جمعة أطلق عليها اسم (جمعة من جهز غازيا فقد غزا)، وأفادت حصيلة أوردها الناشطون بسقوط 48 قتيلا وعشرات الجرحى. وبحسب الناشطين؛ فإن خمس دبابات على الاقل وعشر حافلات محملة بقوات الامن والشبيحة دخلت الى دوما القريبة من العاصمة دمشق التي تعرضت لقصف عنيف. وتصدى الجيش السوري الحر لهجوم بالدبابات على الرستن. وفي دمشق، خرجت تظاهرات في احياء قدسيا والميدان والعسالي والقدم والمزة رغم الانتشار الامني الكثيف. كما خرجت تظاهرات مماثلة في الزبداني بريف العاصمة. ورغم العمليات العسكرية المستمرة في حمص وريفها خرجت تظاهرة في حي الوعر ردد خلالها المتظاهرون هتاف (ما رح نركع ما رح نركع جيبوا الدبابة والمدفع). وفي حلب، افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات المدينة محمد الحلبي بخروج 32 تظاهرة طغت فيها الشعارات والهتافات المتضامنة مع مناطق ريف حلب الذي بدأت فيه عملية عسكرية واسعة النطاق لقوات النظام. وكذلك تظاهر آلاف من سكان حماة خاصة في احياء جنوب الملعب والقصور والشيخ عنبر والحميدية وواجهتهم قوات الامن بإطلاق النار. وشهدت درعا اكبر تظاهرات مقارنة بتظاهرات الأسابيع الماضية. كما خرجت أيضا تظاهرات في خان شيخون وسرمين بمحافظة ادلب والحسكة ودير الزور. ودعت تركيا الاممالمتحدة والمجتمع الدولي الى تكثيف الجهود لمساعدة اللاجئين السوريين، بعد تدفق اعداد قياسية منهم عبر الحدود خلال اقل من يومين. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو «لم ندخر جهدا في استيعاب السوريين الفارين من العنف في وطنهم، ولكن اذا استمروا في الوصول بهذه الوتيرة، فنحتاج الى تدخل الاممالمتحدة والمجتمع الدولي». ووصل عدد اللاجئين السوريين المتواجدين على الاراضي التركية حتى الآن الى 23.835 شخصا. من جهة أخرى، أفاد العقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر ان قادته اجتمعوا مع ممثلين لمبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية وبحثوا خطة عنان لسحب القوات بحلول العاشر من ابريل (نيسان) الجاري ووقف اطلاق النار بحلول 12 ابريل. وأكد انه اذا التزم النظام بالخطة وسحب قواته من المدن وأعادها الى ثكناتها الاصلية فسوف يلتزم الجيش السوري الحر بالخطة. ورفض الاسعد تحديد اين عقد الاجتماع او كشف هوية ممثلي عنان، واكتفى بالقول ان الاجتماع عقد هذا الاسبوع.