الحديث عن توظيف خريجي برنامج الابتعاث ليس بجديد وقد تم طرقه من زوايا متعددة، صحيح أنها فرقعة تتجدد كل حين عبر أحد المعنيين أو المهتمين ما تلبث أن تضمحل. نحن هنا نتحدث عن حاجة الجامعات «الناشئة» أو القديمة إلى ضخ الدماء الجديدة محل المغادرين لأسباب متعددة، وحاجتها إلى الكوادر البشرية على الأصعدة كافة، حينما تنفق الدولة مئات الملايين فتصرف على الطلبة والدارسين وعلى خدمتهم ورعاية مصالحهم وعائلاتهم ليعودوا بشهاداتهم وتحصيلهم في شتى العلوم والمعارف والثقافات ثم يتم رفضهم من قبل هذه الجامعات الناشئة بحجج أو أخرين، فتتألم ثم ترى أن لا قيمة تذكر لتلك الأموال والجهود التي بذلت للاستثمار في بناء سواعد أبناء الوطن. أليس هذا مؤلما؟! نحن لا نتحدث عمن درس خارج النظام أو خارج لوائح الاعتراف بالشهادات في وزارة التعليم العالي، ولا نتحدث عمن أتى بشهادته من جامعات ركيكة أو وهمية، بل عن الذين درسوا تحت إشراف وتمويل وزارة التعليم العالي ممن تمت معادلة شهاداتهم وفق نظام المعادلات، وتقدموا للجامعات ولم يتم قبولهم وإحلالهم محل المتعاقدين أو المتقاعدين. حينما يرفض ابن الوطن الحاصل على الدكتوراه في تخصص ما بحجة أن البكالوريوس التي حصل عليها قبل عشرين سنة تختلف عن تخصص الماجستير والدكتوراه، بالرغم من عدم وجود هذا التخصص الذي درس فيه لمرحلة الماجستير والدكتوراه في ذلك الوقت، بل ندرة وجوده في جامعاتنا أيامنا هذه، أليس هذا مؤلما؟!. فعلى رسلك رويدا جامعاتنا (الناشئة) وكوني واقعية في طموحاتك واقتربي من فهم ابنائك المخلصون ولا عيب في صقل مهاراتهم وتدريبهم إن استدعى الأمر. دعك من إطلاق الشعارات الحالمة، فليس كل من تخرج من الجامعات الغربية سيصبح نيوتن أو أينشتاين، وكم طالعتنا مواقع إلكترونية بنشر قوائم بأسماء أشخاص حصلوا على مؤهلات وهمية من جامعات غربية، وانظري إلى التأسيس والاستثمار في أبناء وبنات الوطن كما أوصى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه. د. جهاد بن صالح زين العابدين