رفض أهالي المدينةالمنورة، الوضع الراهن في معارض السيارات، التي باتت تشكل منطقة محظورة لا يمكن الاقتراب منها، في ظل الزحام الخانق الذي يطوق المنطقة. وفيما يعتقد رواد معارض السيارات أن غياب الرقابة هو السبب في هذه المشكلة طالبوا بسرعة التدخل لتصحيح الصورة المشوهة عن المعارض. وأوضح فيصل الحربي أنه أحد المتضررين مما أسماه غياب دوريات المرور في هذه المنطقة، مما يسبب الاختناق والزحام، مشيرا إلى أن عمل المرور هو تسهيل وتنظيم الحركة المرورية في مثل هذه الأماكن. وأضاف محمد الشريف بأن غياب أجهزة الرقابة على هذه المعارض أيضا من أسباب التكدس والشلل في الحركة المرورية، الأمر الذي دعا الكثير من أصحاب المعارض للميل للعمل بطريقة عشوائية. ويروي مسفر الحارثي، قصة بيعه لسيارته داخل هذه المعارض المتكدسة، مضيفا: «عندما دخلت إلى المعارض فوجئت، بكثير من الناس التفوا حول السيارة، فاستغربت من هذا الموقف اللاحضاري، وكان جميعهم يهتفون بالكلام في وقت واحد وبصوت مرتفع، مع الطرق على السيارة بأيديهم، ويتسابقون في الكلام، حتى أنه لا يمكنك التركيز بأن تتجاوب مع من فيهم، مما جعلني هذا الأمر أغادر هذا الموقع غير المنظم». ويضيف محمد الردادي أنه أقبل على المعارض لشراء سيارة تتناسب مع ما بحوزته من أموال: «عندما رأيت السيارة التي ناسبتني وأقبلت عليها فوجئت بوجود عدد من الأشخاص وقفوا بجانبي، ومن ثم قاموا بالمزايدة عليها، إلى أنها تجاوزت القيمة التي أملكها لشراء هذه السيارة، والغريب في الأمر أنه لم يقم أحد بعد ذلك بشراء السيارة، وأعتقد أن هناك فئة من الناس يتعاملون مع أصحاب المعارض ويكون عملهم بهذا الشكل، الذي يوصف بتخريب البيعة، فمن المسؤول عن هذا الأمر؟». ويرى هتان باخشوين أن الكثير من رواد المعارض، يضايقهم تدخل ما يعرف بالشريطية، وهم السماسرة، الذين يقومون ببيع السيارات وشرائها خارج حدود المعرض الذي ينتمون إليه، مما أدى إلى الازدحام الذي نراه في نهاية كل أسبوع. ونوه عبدالله مقبل أحد أصحاب المعارض بأنه لا يوجد مداخل ومخارج رئيسية للمعارض، مؤكدا على أن مخرج السيارات أصبح مخرجا ومدخلا في نفس الوقت. وأكد أسامة الصاعدي بأن هذا الزحام الشديد ينتج عنه، انتشار روائح عوادم السيارات مما تشكل هذه الروائح خطر صحياً على أنفسنا، مضيفا إلى أن هذا الاختناق أصبح ظاهرة منتشرة في أغلب مناطق المملكة. من جهته حذر ريان الصيدلاني (خريج قسم الكيمياء) من هذه الروائح لأنها تصنف من الكيماويات والسموم القاتلة للجسم، وأن التعرض لمثل هذه الأشياء بشكل يومي، يشكل خطر كبيراً على صحة المواطن. من جانبه أوضح العقيد عمر النزاوي، الناطق الإعلامي للمرور منطقة المدينةالمنورة أن هناك دوريات للمرور متحركة وليست ثابتة تكتشف المنطقة وسلامتها، إلا أن في نهاية كل أسبوع توضع نقاط تفتيش حول منطقة المعارض للتأكد من هوية المركبات.