يوجد في أم القرى عشرات المستوصفات الخاصة، ويوجد في غيرها من المدن والمحافظات عدد أكبر مما هو موجود في العاصمة المقدسة، ولكن الزائر المراجع لتلك المراكز الصحية الأهلية يلاحظ وجود مئات المراجعين المنتظرين على أبواب أطبائهم على الرغم من أن معظم تلك المراكز ذات مستوى طبي وفني متواضع إلا فيما ندر والنادر لا حكم له. وهذا الزحام على المراكز الصحية الأهلية يجعل الإنسان يتساءل: كيف تكون أحوال المستشفيات والمستوصفات التابعة لوزارة الصحة لو لم توجد المراكز الصحية الأهلية وتحمل عنها نصف العبء أو أكثر من نصفه، فلم يعد الذين يراجعون المستشفيات والمستوصفات الأهلية بجميع فئاتها وأنواعها ومستوياتها من فئة القادرين ماديا، بل إن المراجعين باتوا يمثلون جميع الفئات على الرغم مما يدفعون من تكاليف مالية مقابل الكشف والعلاج، وسمعت أحد المراجعين يقول وقد هاله مارآه من أعداد واقفة على باب كل عيادة في المستوصف الأهلي الذي جاءه للكشف وكان رقمه في السِراء فوق الخمسين: والله لو كان العلاج مجانا ومعه بقشيش لكان الزحام مستغربا فكيف والعلاج بمئات الريالات؟!. لقد زاد عدد الناس زيادة مضطرة وحصلت زيادة نسبية في أعداد المراكز الصحية الحكومية ولكنها زيادة لم تواكب النمو السكاني فوجد طالبو العلاج لأنفسهم أو لأسرهم أن عليهم اقتطاع جزء من دخلهم المحدود أو المقرود!، للصرف منه على صحتهم وصحة أسرهم لأنه لا شيء أغلى من صحة الإنسان، ولذلك فلا تعجب إن زرت طبيبا في مستوصف خاص فوجدت أنه قد أمر الممرضات بعدم قبول حالات جديدة للكشف أو المراجعة قبل نهاية دوامه المسائي بساعتين أو أكثر لأن العدد المسجل لديه يغطي ساعات دوامه ويزيد!. إن ما ذكر يحتاج إلى دراسة جادة من قبل وزارة الصحة التي ينبغي أن تلاحظ بجدية ما يتحمله المواطن من أعباء مالية اضطر إلى دفعها للمراكز الصحية الأهلية حتى باتت تشهد سِرا زحاما أمام معظم عياداتها، فلو أن فرص العلاج المجاني متوفرة، وبالمستوى المقبول لما تهافت الناس على المستشفيات والمستوصفات الأهلية وما دامت مراكز الوزارة قد باتت لا تقوم إلا بجزء من مسؤوليات العلاج والتنويم فلماذا لا يتم التوجه إلى نظام التأمين الطبي الشامل وتحويل المليارات المنفقة على مستشفيات الوزارة لتغطية التأمين بما يمكن المراكز الصحية الأهلية من توسعة نشاطها وخدماتها ورفع مستواها.. ما المانع من ذلك؟!، وإذا افترضنا وجود مانع شرعي أو نظامي فإلى متى يبقى الناس معتمدين في علاجهم على جيوبهم لصعوبة حصولهم على العلاج المجاني المعلن عنه من قبل وزارة الصحة والمفاخر به على رؤوس الأشهاد ؟!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة