تستعين جماعة لحقوق المرأة في الولاياتالمتحدة بتقنية جديدة عبر الإنترنت لرصد جرائم الاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي في سوريا في مسعى لرصد الاعتداءات التي تتعرض لها المرأة خلال الصراع العسكري وكشفها في حينها. وتهدف الجهود التي يقوم بها مركز إعلام المرأة إلى إلقاء الضوء على تلك الاعتداءات وتقديم دليل محتمل لمحاكمة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في المستقبل. وأطلقت المجموعة موقعها على الإنترنت أمس الأربعاء وقالت؛ إنها تتعاون مع عدد من النشطاء السوريين الذين لم تذكر أسماءهم. وحتى الآن أصدرت المجموعة في موقعها على الإنترنت أكثر من 20 تقريرا بما في ذلك تقرير يتحدث عن حالات وفاة من السادس من مايو أيار 2011 وحتى 17 مارس آذار كما يجري التحقق من تقارير أخرى. ومن بين الحوادث الواردة مزاعم غير محددة التاريخ كتب عليها أنه «لم يتم التحقق منها» نشرتها وسيلة إعلام فلسطينية تفيد أن قوات الجيش السوري اغتصبت 36 امرأة قرب قريتي كورين وسهل الروج بمحافظة أدلب وتسجيل فيديو من موقع يوتيوب يقول فيه رجل عرف بأنه متطوع بالجيش السوري أن القوات الحكومية خطفت واغتصبت 25 فتاة في حمص. وتتيح عملية المصادر المتعددة والاستعانة بشهود للإدلاء بشهاداتهم عبر الإنترنت للمواطنين تقديم معلومات والإبلاغ عن الأحداث بسرعة كبيرة. ويمكن إصدار التقارير على الموقع عبر البريد الإلكتروني أو على موقع تويتر باستخدام رأس الموضوع «الاغتصاب في سوريا» باللغة الإنجليزية. وتواجه سوريا انتقادات دولية شديدة بسبب قمع القوات الحكومية العنيف لانتفاضة شعبية ضد الرئيس بشار الأسد، والتي بدأت قبل عام. وتقول الأممالمتحدة: إن أكثر من تسعة آلاف شخص لقوا حتفهم منذ بدء الانتفاضة العام الماضي. وقالت لورين وولف مديرة مشروع «نساء تحت الحصار» الذي أطلق الموقع على الإنترنت أن هناك نقصا في المعلومات فيما يتعلق بالعنف ضد المرأة وهو ما يهدف هذا المشروع الإلكتروني إلى تغييره. وأضافت «القصص أفظع مما كنت أتصور. لدينا دليل على احتمال وجود استعباد جنسي.. تشويه.. حقا فظائع مروعة». ومضت تقول «لم يقس أحد قط العنف الجنسي في الصراع أثناء الصراع ذاته. كان دائما يحدث هذا بعد الوقائع». ويستخدم الموقع الذي له صفحة باللغة العربية إلى جانب الإنجليزية تكنولوجيا من (أوشاهيدي) وهي شركة عالمية للتكنولوجيا غير هادفة للربح وتتيح إصدار تقارير دون توقيع. وحتى الآن جاءت أغلب التقارير إلى الموقع عبر وسائل الإعلام. وقال المركز إنه لا يمكنه التحقق من كل تلك التقارير لأن الحكومة السورية منعت على نطاق واسع دخول البلاد. وقالت وولف إنه يجري تقييم تقارير أخرى من جانب أفراد. وقالت سوزانا سيركين نائبة مدير جماعة أطباء من أجل حقوق الإنسان التي تتعاون مع المركز في المشروع وعملت في قضايا متعلقة بالعنف الجنسي في السودان وسيراليون والبوسنة«يمكن أن يبدأ هذا في تكوين صورة عن حجم ونطاق العنف وانتهاكات حقوق الإنسان». وذكرت كريستينا فينش من الوحدة الأمريكية لمنظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان، أن هناك تقارير عن اغتصاب رجال في سوريا أيضا. وترصد مجموعتها التعذيب ووقائع العنف والتحرش والقتل في موقع «عين على سوريا». وأضافت «أي أداة يمكن أن نستخدمها في إبراز ما يحدث على الأرض وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان والفظائع وحوادث العنف الجنسي مفيدة للمحاسبة». وبدأت شركة (أوشاهيدي ) المتخصصة في تطوير برامج كمبيوتر مجانية وذات مصدر مفتوح لجمع المعلومات عام 2008 كموقع على الإنترنت لرصد العنف المزعوم في كينيا وسط أزمة أعقبت الانتخابات هناك. واسمها يعني «شهادة» باللغة السواحيلية. يذكر أن مركز إعلام المرأة تأسس عام 2005 على أيدي الناشطات جين فوندا وروبين مورجان وجلوريا ستاينم ويتابع قضايا المرأة في وسائل الإعلام.