الورد يعشق الحياة .. ينتظر الصباح ليتفتح ويرقص رقصة الأمل .. يلون زوايانا الرمادية ويزرع فينا البهجة. يدعونا بلا مقابل لاعتناق التفاؤل والبحث عن مساحات السلام بداخلنا. جميل أن تشاهد الورد أمامك في كل مكان دون أن يمتد له العبث والإهمال والتجاهل .. يتمايل إلى جوارك وكأنه تعويذة حب. ولكن لماذا ينتحر الورد؟ ما الذي يجعله يعشق لون السواد والذبول ورائحة الدموع؟ الغيوم الداكنة تغتال فرح الورد، صوت الرعد يفزع أوراقه، الذل يجعل منه كائنا ضعيفا، الضباب يسرق منه رغبة العيش، وفقدان الأمل يصلب قلبه على أعمدة القسوة. هكذا كان (عبدالرحمن الرويلي) قبل أن يترك لنا جسده النحيل معلقا على ضمائرنا المتباكية ويرحل إلى تلة مرتفعة بعيدة عن اختناق القلوب. كان جميلا .. ينظر للسماء على أمل انقشاع الهم، ولكن قلبه كان أضعف من أن يحتمل ذلك. من الذي خبأ العتمة في قلب عبدالرحمن وجعلها تسير كقاطع طريق نحو روحه؟ الحياة لا تستحق كل هذا الألم .. نستطيع اقتسام السعادة مع الآخرين ليشعروا أن لهم مكانا يتسع لأحلامهم البسيطة التي لا تحتاج لتفسير مرهق. لأنها بسيطة كورقة مطوية في يد طفل يعشق اللهو على أبواب الجيران .. مرسومة على جدار منزل صغير يأوي إليه عند سفر العمر، ومن قبلها وطن ينام برخاء على أكتاف الشرفاء .. الشرفاء فقط. ألستم معي أنها أحلام بسيطة لا تستحق انتحار الورد ونزف كل هذه الدموع؟. [email protected]