يعتبر تصنيف فرق كرة القدم (موسمياً) ضمن أهم العمليات التي تجرى في الدول المتطورة؛ نظرا لفوائدها المتعددة من النواحي الاستثمارية والتخطيطية والإعلانية والجماهيرية والرياضية والمعنوية. ويقوم الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) الاتحاد الدولي لإحصاء وتاريخ كرة القدم IFFHS منذ سنوات بعملية تصنيف منتخبات وفرق كرة القدم شهريا وسنويا. ولا يتضمن هذا التصنيف فرق الناشئين أو الشباب، كما أنه لا يعتمد على عدد مرات الفوز والتعادل والخسارة فحسب، وإنما على عدد الأهداف (له أو عليه)، ومكان المباريات، وأهميتها، وقوة المنافسين، وطبيعة المسابقة ومستواها، ودية أو رسمية، محلية أو إقليمية أو قارية أو عالمية. وبالرغم من مرور سنوات طويلة على انطلاق مسابقات كرة القدم السعودية الرسمية (56 عاما تقريباً) إلا أن كل ما طرح في إطار التصنيف اعتمد على مؤشر واحد وهو عدد البطولات التي حققها كل فريق، ولأسباب «ذاتية» «نرجسية»، فقد حاولت كل جهة أن ترفع عدد بطولات فريقها المفضل لتحقيق السبق والأولوية، ومن ثم فمن «الضروري» أن نخطو نحو الأخذ بأساليب التصنيف العلمية الدولية بشكل محدد، نظرا لفوائدها المتعددة، التي يجب أن تتوفر لها الإحصاءات الرسمية الموثقة والمعتمدة التي نؤملها في القريب العاجل، بعيدا عن التمنيات والأحلام والاجتهادات الشخصية. وقد أجريت «محاولة» أولية هنا للخروج بإحصائية متوازنة قدر المستطاع، واعتمدنا في هذا «التصنيف المبدئي» على مجموعة عناصر ومتغيرات تتمثل في: عدد البطولات المتحققة على اختلاف قوتها ومسمياتها وتواريخها وصفاتها والوزن الإحصائي لكل بطولة. وأعطي لكل من هذه المتغيرات «وزن رقمي إحصائي» تمثل في: خمس وعشرين (25) نقطة للبطولات القارية، وعشرين (20) نقطة للبطولات العربية والخليجية، ومثلها للبطولات المحلية الكبرى (كأس الملك بمسمياته، وبطولة الدوري بمسمياتها)، وخمس عشرة (15) نقطة للبطولات المحلية الوسيطة (كأس ولي العهد، وكأس الأمير فيصل)، وعشر (10) نقاط للبطولات الرسمية الظرفية الأخرى بمختلف مسمياتها (بطولات المصيف، المناطق، الصداقة وغيرها) وخمس (5) نقاط للبطولات الخاصة الأخرى كالنخبة وغيرها. ومن الممكن أن تكون هذه المحاولة أكثر «جدية وإقناعا وقوة ومصداقية» لو كانت حصيلة نتائج المباريات والأهداف والملاعب وقوة الفريق المقابل متوفرة بدقة. وقد استخدم في تحديد مجموع عدد المشاركات والبطولات على السجلات المتوفرة في المصادر «المكتبية والالكترونية». فتم اعتماد البطولات السعودية المحلية الرسمية وهي: كأس الملك، كأس الدوري (الدوري العام + الممتاز + التصنيفي + المشترك + زين) كأس خادم الحرمين الشريفين، كأس الملك، كأس خادم الحرمين للأبطال، كأس ولي العهد، كأس الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله)، كأس الاتحاد السعودي، وبطولات المناطق والبطولات الخاصة الأخرى التي أجريت تحت مظلة وإشراف منظومة الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم في فترات مختلفة، بالإضافة إلى بطولات: دوري المناطق وبطولة الصداقة الدولية، وبطولة النخبة، وبطولات الأندية الخليجية والعربية والآسيوية وغيرها. وأظهرت حصيلة عملية التصنيف المبدئية هنا أن فريق الهلال الأول لكرة القدم حقق المركز الأول ب (1045) نقطة وبفارق ملحوظ عن صاحب المركز الثاني وهو فريق الاتحاد الأول لكرة القدم الذي حصل على (850) نقطة، ثم فريق الأهلي الأول لكرة القدم الذي حل ثالثا ب (665) نقطة، ففريق النصر الأول لكرة القدم رابعا ب (485) نقطة ثم فريق الشباب الأول لكرة القدم ب (400). ويظهر الجدول المرفق أدناه نتائج «تصنيف» كافة الفرق السعودية التي حققت بطولات داخلية أو خارجية رسمية على المستوى الأول حسب الإحصائيات المتوفرة حاليا. وقد تصدر احتجاجات ووجهات نظر معارضة أو ملاحظات من هنا أو هناك من مناصري وجماهير الأندية «كعادتنا» في ردود الفعل الانفعالية التي تلازم بعضنا؟!، وهي ردود فعل متوقعة ومعروفة، غير أننا نلفت الانتباه إلى أن هذا التصنيف هو تصنيف مبدئي لا يعبر عن رأي أو موقف نهائي، وإنما هو محاولة لترجمة الأرقام التي أمكن الحصول عليها، وقد تكون بعض الأرقام التي أوردناها تحتمل بعض الأخطاء، كما أن هناك من يعتقد أن له بطولات أخرى يجب إدراجها، غير أننا ارتأينا التركيز على البطولات الأساسية الداخلية والبطولات الخارجية كافة التي تمت تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم في مراحل زمنية مختلفة، واستبعدنا «البطولات» التي كانت على مستوى الدرجات الأدنى أو على مستوى أو الشباب والناشئين أو البطولات الخاصة، مع الاحترام والتقدير للأندية الحاصلة عليها، علماً أن هنا تضاربا فيما يخص هذه البطولات الخاصة وتوثيقها في الوقت نفسه. وبطبيعة الحال فإن تباين قوة وأهمية المسابقات والبطولات «عامل» مهم يجب أن يؤخذ في الحسبان عند إعطائها وزنا رقميا، وكذلك أهمية عدد الأهداف والنقاط المسجلة لكل فريق وعليه، . فهل نخطو في هذا الاتجاه أم أن الوقت؟! والظروف؟! وضعف الإحصائيات (أو انعدامها!) قد تقف حائلا أمامنا كالعادة؟