كشف عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لتأريخ وإحصاءات كرة القدم منصور عبدالله عن المعايير التي يتبعها الاتحاد لتصنيف أقوى الدوريات الدولية، مشيراً إلى أن الدوري السعودي كان مرشحاً لبلوغ المركز ال 11 لو نجح فريقا الهلال والاتفاق في الفوز على أم صلال القطري وبختاكور الأوزبكي في دوري أبطال آسيا، مبيناً أن «اتحاد الإحصاءات» يدرس حالياً المعايير الخاصة باختيار نادي القرن في كل قارة بحيث تكون منطقية وعادلة. وبين منصور عبدالله أن المعايير المتبعة لاختيار أقوى دوري تعتمد على الأرقام بالدرجة الأولى، قائلاً: «المعايير رقمية بحتة، فنحن نختار أقوى دوري وليس أفضل دوري، حيث يتفق معظم خبراء الإحصاءات الكروية على أن قوة مسابقة الدوري تعتمد اعتماد كبير على قوة المنافسة في الدوري وقوة المشاركات الخارجية، فهناك معايير البنية التحتية والجمهور وعدد الفرق والتسويق والتغطية الإعلامية وغيرها من النقاط، إلا أن اختيار أقوى دوري في العالم - كما ذكرت - يعتمد على نقطتين أساسيتين الأولى قوة المنافسة في الدوري، والثانية قوة مشاركة الأندية في البطولات الخارجية». وأضاف: «منذ عام 1991 تم تصنيف الدوريات إلى أربعة مستويات، المستوى الرابع وهو الأقوى ويضم أفضل المنافسات ومن بينها الإسباني والإيطالي والإنكليزي والبرازيلي والألماني، وهذه الدوريات يحصل الفريق فيها في حال الفوز على أربع نقاط ونقطتين في حال التعادل ولا شيء للخسارة، ومن ثم المستوى الثالث ومن بينها دوريات مثل الهولندي والبرتغالي والتشيلي والأوكراني والأسكتلندي، ويحصل الفريق في حال الفوز فيها على ثلاث نقاط ونقطة واحدة للتعادل ولا شيء للخسارة، ومن ثم المستوى الثاني وفيه معظم البلدان العربية وفيه دول أوروبية مثل سويسرا ويحصل الفريق فيه على نقطتين للفوز ونقطة واحدة للتعادل ولا شيء للخسارة، وأخيراً المستوى الأول وفيه الدول الضعيفة كروياً مثل أفغانستان والصومال ويحصل الفريق فيها في حال الفوز على نقطة واحدة أما في حال التعادل فيحصل على نصف نقطة ولا شيء للخسارة». وواصل: «وهذا التصنيف يبين أن الدوريات في المستوى الرابع من الممكن أن يحصل الفريق فيها مثلاً على 8 نقاط من مباراتين، بينما يحصل فريق في المستوى الثاني على 4 نقاط من الفوز في مباراتين» واستطرد قائلاً: «نضع مجموع مباريات الفرق في كل منافسة محلية في كفة كمعيار أول، ومن ثم نتوجه إلى عامل آخر كمعيار ثانٍ وهو المشاركات الخارجية للأندية المحلية، ثم نضيف المعيار الثانوي وهو مسابقة كأس البلد ابتداءً من دور ال16، حيث تكون غالبية الأندية الممتازة مشاركة من هذا الدور، ومن ثم يتم جمع مجموع نقاط المعيارين للحصول على مجموع نقاط الدوري للدولة، والرقم الذي تحققه الدولة يحدد موقع الدوري الخاص بها في التصنيف». وأوضح عضو الاتحاد الدولي للإحصاءات أن وجود أربع فرق في دوري أبطال آسيا للسعودية واليابان أسهم في تقدمهما في ترتيب أقوى الدوريات في العالم، مشيراً إلى أن الإمارات أيضاً استفادت من وجود أربع فرق لها في دوري أبطال آسيا في جمع نقاط حسنت من موقعها في قائمة الترتيب على رغم سوء النتائج آسيوياً. ورداً على سؤال حول وجود أفضلية للدوريات الأوروبية لوجود 6 مشاركات خارجية لكل دولة أربعة في دوري أبطال أوروبا و2 في كأس الاتحاد الأوروبي على عكس القارة الآسيوية، قال: «هذا هو نظام الاتحاد القاري في كل قارة وهذا أمر لا يدخل في نطاق صلاحياتنا، ولكننا نتعامل مع الأمر الواقع وبحساباته، ولو كانت هناك أندية سعودية ويابانية وكورية جنوبية مشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي وحققت نتائج إيجابية ربما كان هناك فرق في الترتيب وربما حققت مراكز أفضل في قائمة الترتيب». وحول لقب نادي القرن كشف منصور عبدالله عن وجود فكرة يُجرَى درسها بشكل جدي حالياً لاختيار نادي القرن في القارات الست، قائلاً: «مر على الاتحاد ربع قرن ونريد الاحتفال بهذه المناسبة وبما أنه سبق لنا أن كرمنا أفضل حارس في القرن وأفضل لاعب في القرن وأفضل لاعبة في القرن وغيرها من الألقاب، فنحن ندرس حالياً إضافة أكثر من فئة من بينها أفضل مدرب وأفضل هداف وأفضل نادٍ في القرن، وأود أن أشدد هنا على أننا سنعتمد في حال إقرار هذا البند على لغة الأرقام». وتابع: «وفي اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الأخير اختلفنا في مسألة المدة الزمنية والفترة التي يتم احتسابها من أجل اختيار فريق القرن، فهناك من قال إنه يجب أن يكون من بداية تأسيس الاتحاد الدولي للإحصاءات في عام 1984 إلى عام 2008 وأنا شخصياً لم أصوت بالموافقة على هذا الخيار، وكان الخيار الثاني أن نبدأ الحساب من عام 1967 وحتى عام 1999 ميلادي، على اعتبار أن عام 1967 هو بداية بطولات الأندية الآسيوية، أما الخيار الثالث فكان بداية الحساب من عام 1984 على اعتبار أن المنافسات الآسيوية انتظمت منذ هذا العام، وهذا هو الخيار الذي أقف شخصياً معه كوننا نحن – الإحصائيين الكرويين - نرصد نشاطاً ومجهوداً». وتابع: «ونحن بالمناسبة نقوم بحساب نقاط الفريق في البطولات الآسيوية الثلاث التي نعتبرها مجال حصد النقاط وهي بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري وكأس الكؤوس الآسيوية وكأس السوبر الآسيوية، أما غيرها فلن يتم احتسابها مثل الكأس الأفروآسيوية، لأنها لا تقام تحت مظلة الاتحاد القاري الآسيوي، وعموماً نحن لم نصل بعدُ إلى صيغة مناسبة فتم تأجيل الموضوع، والتأجيل لم يكن لآسيا وحدها بل لكل القارات الست المعتمدة، وبالنسبة إليّ كان الوضع حساساً في آسيا، لأن كل الاقتراحات التي أطرحها كانت فيها حساسية أن البعض يظن أنني أريد أن يذهب اللقب إلى غرب آسيا للهلال السعودي أو السد القطري أو الاستقلال الإيراني مثلاً وفي الوقت نفسه فإن معظم المجتمعين لا يرون أن غرب آسيا فيها كرة قدم مميزة ويميلون إلى أن كفة التميز الكروي تميل إلى كوريا الجنوبية واليابان في آسيا». وكشف منصور عبدالله عن اهتمام أندية عالمية باللقب، قائلاً: «الاهتمام باختيار فريق القرن، ليس في آسيا فقط بل في كل القارات، في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا الجنوبية وأميركا الشمالية وحتى أوقيانوسيا ، ولك أن تعرف أن هناك اهتماماً كبيراً من أندية بارزة مثل ريال مدريد وإي سي ميلان واللذين طلبا معرفة المعايير المعايير بشكل رسمي عن طريق أحد أعضاء المكتب التنفيذي». وحول الأندية المرشحة لخطف اللقب في آسيا، قال: «الهلال والاتحاد من السعودية وسيونغنام من كوريا الجنوبية، وبيروزي والاستقلال من إيران، ولياونينغ وهونغ من الصين، وبوهانغ من كوريا الجنوبية، و يوكوهاما من اليابان». وأشار عضو اتحاد الإحصاءات والتاريخ الدولي أن هناك ظروفاً منحت الدوريات الآسيوية فرصة التقدم في قائمة ترتيب أقوى دوري، قائلاً: مثلاً «أنفلونزا الخنازير» أسهمت في تقدم دول عدة من بينها الدوريان الياباني والسعودي، لأن الدوري المكسيكي توقف والبطولة القارية تأثرت، وبالتالي كان هناك تأثير واضح على الترتيب، وهذا الأمر لا يعني أن الدوري السعودي لا يستحق المركز الذي حققه فهو كان مرشح للتقدم، لأنه كان في المركز ال 41 في هذه الفترة نفسها من العام الماضي، وبالمناسبة لو فاز الاتفاق على بختاكور والهلال فاز على أم صلال في دوري أبطال لأصبح ترتيب الدوري السعودي ال 11، لأنه كان سيمنح المزيد من النقاط للدوري السعودي، والدوري السعودي حقق مركز ممتاز يعبر عن قوته». وواصل: «وبالمناسبة أيضاً فالدوري الإماراتي سبق أن كان ترتيبه ال16 على مستوى العالم ولم أكن وقتها عضواً في المكتب التنفيذي، وعموماً هناك احتمالية كبيرة لتغير الترتيب لاحقاً لأن هذه الفترة في أشهر 6 و7 و8 لا تشهد منافسات في غرب آسيا في حين أن دوريات في الأميركيتين الجنوبية والشمالية مثل الأكوادوري والكولمبي والفنزويلي، والأوروبية مثل السويسري والروسي والأوكراني، فضلاً عن الدوريات في شرق آسيا، مستمرة حالياً وتلعب مبارياتها خلال هذه الفترة وبالتالي سوف يزيد عدد نقاطها وتتقدم في الترتيب على حساب دوريات أخرى». واختتم حديثه قائلاً: «توقعت أن يأخذ تحقيق الدوري السعودي لهذا المركز حقه الإعلامي، ولكن المفاجأة كانت أن الاهتمام بقضية نادي القرن كان الأهم والمهم بالنسبة إلى الجمهور العربي والسعودي! الأمر نفسه ينطبق على الجمهور المصري الذي لم ينشغل بالدوري المصري وبدأ مركّزاً على لقب نادي القرن في أفريقيا، وأشير هنا إلى أننا نتلقى رسائل كثيرة جداً من صحافيين وأندية وجماهير تستفسر عن هوية نادي القرن، بل إن الجماهير تطالب بمنح اللقب لناديها المفضل».