تزايد هوس الأطفال باللعب عبر الإنترنت بتزايد العديد من الأجهزة التي تدعم تلك الخاصية مثل (الاكس بوكس والبلاي ستيشن 3) الأمر الذي أظهر قدرتهم على التعامل مع شتى أنواع التكنولوجيا. تحدث عمر الخالدي (12 عاما) عن التحديات التي يقوم بها عبر الاكس بوكس، قائلا «بدأت اللعب والتواصل عبر الإكس بوكس منذ أشهر عدة، وأصبح شغلي الشاغل، فمنذ عودتي من المدرسة حتى أعود للنوم مساء وأنا أقوم بتحدي أصدقائي للعب (أون لاين) عبر الإكس بوكس. وأضاف عبد الرحمن الحربي (13 عاما) حصلت على جهاز البلاي ستيشن3 كهدية نجاحي من والدي، ومنذ حصولي عليه وأنا لم أفوت أية لعبة جديدة، بل إنني وأصدقائي نتبادل تلك الألعاب للاستمتاع بها، كما أنني تعرفت بالكثير من الأصدقاء في البلدان العربية عن طريق اللعب (أون لاين) عبر البلاي ستيشن3». من جهته، أكد صالح العابد (صاحب أحد المحلات المهتمة بأجهزة وألعاب الفيديو) تزايد إقبال الأطفال والمراهقين على أجهزة البلاي ستيشن3 والاكس بوكس وبقية ملحقاتها في الفترة الأخيرة، منوها بالكثير من الألعاب المخصصة للكبار، معربا عن دهشته بحصول بعض الأطفال عليها رغم منع بيعها على من هم أقل من 18 عاما، ولكن هناك بعض المحلات التي لا تراعي هذا الشيء وأهم شيء بالنسبة لهم هو الحصول على المال، وحذر الدكتور سامر عبده اختصاصي في جراحة المخ والأعصاب من التأثيرات الوخيمة لجهاز (الاكس بوكس و البلاي ستيشن)، حيث إن كثرة استخدامها قد يؤدي إلى ضعف النظر ويشوه العمود الفقري ويضعف المناعة والذهن على المدى الطويل، بالإضافة إلى أن الطفل يمكن أن يصبح عدوانيا محبا للعنف والمغامرات والسرقة بسبب إدمانه على تلك الألعاب، مؤكدا على ضرورة تنظيم وقت الطفل بين الألعاب. وأضاف المستشار التربوي راشد الزهراني، قائلا هناك الكثير من الجدل بشأن الآثار المترتبة لألعاب الفيديو على الأطفال، إذ أشارت البحوث إلى وجود آثار إيجابية وأخرى سلبية من ألعاب الفيديو، فمثلا عن طريق الفوز في مثل هذه الألعاب، يكتسب الأطفال ثقة في أنفسهم والاعتداد بالذات. وقد ظهر هذا جليا لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، كما أن بعض العاب الفيديو لها أثر ايجابي للتربية، وتعلم الأطفال مهارات مثل الكتابة والتركيز والحساب، كما تشجع على الرياضة البدنية، كما يشير بعض الباحثين إلى أن العاب الفيديو تساعد في تمكين الأطفال من التعبير عن مشاعرهم وعلى التحكم في غضبهم، وتساعدهم في التعرف إلى أصدقاء جدد يمكن أن يكون لهم تأثير إيجابي على حياتهم، ولكن تحت مراقبة الأهل لضمان عدم تورطهم مع أشخاص مشبوهين عن طريق اللعب (أون لاين)، وهناك بالطبع الجانب السلبي فاللعب بألعاب الفيديو عادة يتداخل مع وقت دراسة الأطفال وبالتالي يؤثر على الأداء، كما يمكن أن تكون هنالك صلة قوية بين ألعاب الفيديو العنيفة والسلوك العدواني. ونوه الزهراني على ضرورة إبعاد الألعاب العنيفة عن المنازل حتى لا يراها أو يلعب بها الأطفال الصغار، كما يجب مساعدة الطفل على اختيار اللعبة التي تناسب عمره، ومحاولة النظر الى ما هو إيجابي في العاب الفيديو دون حرمان الطفل أو جعله يشعر بأنه مختلف عن أقرانه، بالإضافة إلى تحديد الوقت الذي يخصص للطفل للعب.