أنهت طائرة إنقاذ تابعة للدفاع المدني مهمة البحث عن شابين فقدا في حرة الخرمة، بعد أن تم العثور عليهما من قبل أحد المواطنين المتعاونين مع الفرق الميدانية، والتي هرعت للبحث عن الشابين اللذين خرجا لغرض معاينة الأمطار التي سقطت على محافظة الخرمة في الأيام الماضية والاستمتاع بأجوائها الخلابة، لكنهما ضلا طريق العودة وسلكا طريقا صخريا وتسبب نفاد الوقود وتعلق سيارتهما بأحد الصدوع في تعطل المركبة التي كانا يستقلانها. وبعد محاولات يائسة وفاشلة منهما لتخليص السيارة، قرر الشابان الاتصال بذويهما والذين هرعوا للبحث عنهما بعد أن ابلغوا الدفاع المدني عن اختفائهما، والذي بدوره شكل فرقا أرضية وأخرى راجلة لتحديد المنطقة، وذلك بعد أن أبلغت عمليات الدفاع المدني بمحافظة الخرمة مديرية منطقة مكةالمكرمة للاستعانة بطائرة عمودية، وعلى الفور تم إرسال الطائرة لتمشيط المنطقة والبحث عن المفقودين، حتى عثر عليهما أحد المواطنين، مهتديا بالدخان الصادر عن موقعهما وهي الطريقة التي لجأ إليها الشابان حين أشعلا النار في الإطار الاحتياطي للسيارة للدلالة على مكانهما. «عكاظ» التقت الشابين وأفراد عائلتيهما بعد عودتهما إلى منزليهما، وتحدث في البداية الشاب وداد سعد السبيعي، والذي حمد الله على سلامته ورفيقه، وقال «ذهبنا إلى الحرة لمعاينة المطر الذي هطل على محافظة الخرمة خلال اليومين الماضيين، إلا أننا ضللنا طريق العودة لتشعب الطرق، ووعورته، وأثناء محاولة البحث عن درب العودة، نفد الوقود بعد أن استقرت سيارتنا على أحد الصدوع، واستمرت محالة تخليص السيارة مدة يومين، حتى أخذ منا التعب والعطش والجوع مأخذه، فضلا عن تواجد الحيوانات المفترسة حولنا ما زاد من معاناتنا، إلا أن وجود الجوال ساهم إلى حد كبير في التواصل مع الأهل وفرق الدفاع المدني التي ساهمت مساهمة كبيرة في الوصول إلينا عن طريق الطائرة المروحية الخاصة بهم». من جهته، شكر الناجي الآخر الشاب نافل فهد السبيعي، الله على نجاته هو وابن عمه من هلاك محقق: وقال «كان للأهل وفرق الدفاع المدني دور كبير في توجيهنا التوجيه الصحيح والتخفيف عنا وتهدئتنا وتوجيهنا بإشعال النار في الإطار الاحتياطي»، ويضيف «ذهبنا للاستمتاع بالأجواء الخلابة التي سادت المنطقة في الأيام الماضية»، مبينا مدى الخوف والرعب الذي عاشاه قبل العثور عليهما، وزاد «دب الخوف والرعب في قلوبنا حين علقت السيارة ونفد الوقود، وكنا نشرب من تجمع مياه الأمطار بجوارنا، وأكثر ما أخافتنا الذئاب التي كانت تحوم حولنا». من جهته، شكر والد الشاب فهد نافل السبيعي، قيادة الدفاع المدني على سرعة تجاوبها مع البلاغ وإرسال طائرة للكشف عن مكان أبنائه، كما شكر الأهالي لدورهم الكبير من خلال تمشيط المنطقة بحثا عن المفقودين، وأردف «مرت بنا خلال اليومين حالة عصيبة جدا من القلق والخوف على مصير أبنائنا، خاصة وأن المنطقة وعرة وتكثر فيها الذئاب». أما سعد شارع السبيعي والد الشاب الآخر، فقد حمد الله على سلامة الشابين ورجوعهما وعودتهما سالمين، كما شكر الدفاع المدني، وأهالي المحافظة لقيامهم بالمعاونة في عمليات البحث التي استمرت طوال اليومين الماضيين، ووصف حالته كأب فقد ابنه، بالعصيبة كون المنطقة وعرة ويصعب الوصول إليها لوعورتها الشديدة وكثرة ذئابها، وقال «لا يعرف طبيعة المنطقة إلا كبار السن، وشكر خاص للمواطن الذي عثر عليهما في وقت عصيب». وأوضح ل «عكاظ» المواطن عليثة مسلم السبيعي، والذي عثر على الشابين، أن المنطقة التي علق بها الشابان منطقة تخلو من البدو نتيجة وعورتها وتواجد عدد كبير من الذئاب بها، إضافة إلى طبيعة المنطقة من حيث عدم تأقلم المواشي بها، ويضيف «تعاونت مع فرق الدفاع المدني والأهالي للبحث عن المفقودين طالبا للأجر، حتى تم العثور على المفقودين ليلا، مستدلا بأنوار السيارة وكانت حالتهما لا تدعو للقلق سوى من الشعور بالخوف والعطش». وبين عبدالله فاضي السبيعي أحد أقرباء الشابين، أنهم أبلغوا عمليات الدفاع المدني بالحادثة والتي تجاوبت بسرعة وكان لأجهزة الاتصالات الحديثة دور كبير في تجمع أكبر قدر من الباحثين إلى أن تم العثور عليهما، أما محمد فراج السبيعي قريب آخر للشابين، فقد عبر عن حالة اليأس التي عاشها فترة اختفائهما، وقال «كان الجميع في حالة بحث مستمر حتى تكللت العملية بالنجاح». من جانبه أوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة المقدم سعيد سرحان الغامدي، أنه ورد بلاغ إلى عمليات الدفاع المدني في الخرمة، عن فقد شابين في حرة الخرمة جنوب المحافظة، حيث هرعت فرق الدفاع المدني بمشاركة طائرة من طائرات الأمن الخاصة بالدفاع المدني والدوريات الأمنية، وبعد البحث المضني تم العثور على الشابين من قبل المواطن عليثة مسلم السبيعي بمنطقة تبعد عن الخرمة 40 كم، وتم تسليم الشابين لذويهما وهما بصحة جيدة.