الشعور بالفوقية مرض مكتسب تسلل إلى المجتمع بصيغ مختلفة واستشرى إلى أن بلغ مرحلة متقدمة ممتطيا التعصب القبلي أو المذهبي وظلت هاتان المطيتان تشحنان بوقود اجتماعي غير مبال بالحرائق التي يمكن حدوثها من شدة الاحتكاك أو من طغيانها كميزة لفئات دون فئات أخرى من أبناء الوطن. وتغلب التعصب القبلي أو المذهبي في أي مجتمع إشارة إلى مرض لم يعالج في أي لحمة وطنية (وهو مايعرف في علم السياسة بالانصهار الوطني). وحين تظهر قناة فضائية مجاهرة بهذا المرض من خلال التعدي على قبيلة أو مذهب فهو جزء من إعلان الاعتلال الذي نعيشه ونصمت عنه مداراة أو إهمالا بينما كان الواقع يستغيث علانية بضرورة إيجاد الحل قبل تفشي العلة. وحين تبنى الحوار الوطني موضوع العصبية القبلية لم يتابعه كي يؤتي ثمره وينتهي الحوار الوطني من غير التنبه إلى الخطوات اللازمة من أجل استراتيجيات حقيقية لمواجهة ما يموج به المجتمع من اختلافات فكرية. وكان من المفترض أن لا تكون في كل دورة لهذا الحوار أجندة جديدة أو موضوع جديد من غير استيعاب ما مضى من حوارات سابقة لم تتقدم خطوة للأمام. وكم هي المواضيع التي تبناها الحوار الوطني إلا أنها مواضيع تنتهي بانتهاء الفترة المحددة لمناقشة تلك القضية. وفي دورة سابقة تناول المجتمعون قضية التعصب القبلي وهي قضية في غاية الخطورة وكان يمكن لها أن تمتد في كل حوار حتى يتحقق الهدف من تهذيب هذه العاطفة لصعوبة اجتثاثها وإزاء تلك القضية مثلا كان من المفترض سن القوانين التي تجرم التميز والعنصرية القبلية هذا إذا كان المستهدف من الحوار الوطني الخروج بحلول وليس الاجتماع في حد ذاته. ومن المعروف أن المجتمعات المدنية قبل انطلاقها في آفاق خلق المجتمع المدني تسعى مبكرا إلى تجفيف الانتماء لأي كيان غير كيان الوطن، ومع قيام الدولة في أي زمان أو مكان يظهر معها مفهوم الانصهار الوطني الساعي إلى خلق وحدة وطنية دعامتها الأساسية الوطن كانتماء أساس وليس لأي كيان مماثل مهما صغر . المهم أن موضوعات الحوار الوطني تمضي مقتصرة على إعداد قليلة جدا من فئات المجتمع تنتهي من غير النية للعودة إلى الموضوع المثار مهما بلغت أهميته. مشكلتنا الحقيقية التي نعيشها كمجتمع هي التعصب القبلي والمذهبي وهما مشكلتان يجب على جميع مؤسساتنا المدنية (إن وجدت فعليا) مجابهة هاتين المعضلتين وأهم الحلول صدور تشريع يجرم أي شخص يلجأ إلى التحقير القبلي أو المذهبي ..هو الحل الأول وبعدها فتح الحوار حول ما هية المواطن والوطن إن شئنا السير في الطريق الصحيح. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]