يحيط بها ويحتضنها الأزرق .. ليجعل لتضاريسها الجغرافية لونا مختلفا ويملأ صدور ساكنيها بالعشق والشعر والتعب الجميل وكذلك عذوبة الحياة لأهلها ارتباط وثيق به منذ أن حط قدميه أول إنسان بها..صداقة حميمة تربط الطرفين ( الإنسان والبحر )، في هذه الجزر الزائر يرى بأم عينيه طبيعتها وشواطئها المغسولة بنورانية الإبداع الإلهي المنثور على شواطئها حيث تلتقي زرقة البحر بشفافية الأفق وبياض الرمال ،الزائر لهذه الجزر سيدرك مدى عشق الإنسان الفرساني للحياة البسيطة وسيقرأ رقة شعوره ورهافة حسه الشاعري وذكائه الاجتماعي على إحدى صفحات كتاب البحر المحيط بهم . كل فرساني مسكون في أعماقه حب الحياة والشعر وكل ما هو جميل يتمثل ذلك جلياً في سلوك حياتهم ..في منازلهم وعمارتها في أسفارهم في كل شيء حتى في أحاديثهم وأفراحهم ورقصاتهم الشعبية وفي عاداتهم وتقاليدهم وموروثاتهم وأمثالهم وحكمهم وحتى في ألغازهم وجميع مناحي حياتهم شلال الحب والحياة ينساب رقة وعذوبة حتى في طرقاتهم وأزقة حاراتهم العتيقة. في كل عام لهم مواسم منها موسم صيد سمك الحريد وموسم الطيور المهاجرة التي تسمى محلياً (الجراجيح ) وله في كل صيف تبديل وتغير في منحى حياته قديماً حيث الشدة وعادات وموسم الرطب (البلح) فيشد رحاله لأماكن أخرى يسامر القمر حين اكتماله فينساب ضوؤه شلال شعر . البحر هو كتاب الفتوح الذي منحهم صفاء الروح ونقاء السريرة وغناء النوارس كما منحهم من خيراته الكثير أهمها اللؤلؤ وأنواع مختلفة في الشكل واللون والسلال من ثمار البحر المختلفة . الشعر والبحر في فرسان توأمان متلاصقان لايستطيع الإنسان الفرساني فصل أحدهما عن الآخر هل تستطيع أن تفصل هذه الجزر عن البحر كذلك حال ساكنيها مع الشعر والحياة الجميلة وإن كانت لا تخلو من الألم فالألم يكون أحياناً رافداً من روافد الجمال الذي يرقى بالنفس الإنسانية ويطهرها مما علق بها لتسمو وتصفو كما يشاء لها الله سبحانه وتعالى.