ينبت الحسد في بعض النفوس كما ينبت «الفقع» في الصحراء بلا بذر ولا سقيا، إنه ما تطرحه الأرض الجرداء عندما تكون مقفرة، وما تجود به النفس الجوفاء عندما تكون يابسة! ولو كان الحسد نابعا من الحرمان لوجدت له مبررا خاصة عندما يكون غالبا على النفس الضعيفة، لكنه أحيانا يكون مع بسطة الحال ووفرة المال وموفور الصحة حتى تظنه حالة مرضية تصيب بالعدوى لأن هذا الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفسر شيوعه في المجتمع! والحسد أنتج أول معصية منذ خلق الله آدم عندما حسد إبليس آدم على ما منحه الله من كرامة سجود الملائكة له، وأدى إلى أول جريمة قتل في الخليقة عندما حسد قابيل هابيل فقتله، إنه مبعث سوء نفس الإنسان، ولا يقف عند حدود شعور يعتلج في صدره أو نار تأكل جوفه، بل قد تتفجر براكينا تقوده إلى التهلكة! ورغم أن البعض يستقطب الحسد بإفراطه في التباهي بالنعم وإهماله حكمة الاستعانة بالكتمان على قضاء الحوائج، فإن البعض الآخر في المقابل يبدو كما لو أنه الحسد نفسه يمشي على قدمين، فحتى في المصائب لا يخلو الأمر من حسد فقد يحسدونك على أن مصائبك أخف من مصائبهم!. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة