عاد الإذاعي المصري الشهير أحمد سعيد (80 عاماً) ليطل على الجمهور، لكن ليس من خلال البيانات السياسية والعسكرية المدوية التي اشتهر بها في الستينيات من القرن الماضي في إذاعة صوت العرب التي كان يديرها، إنما من خلال لغة الأدب في هذه المرة، وتحديداً المسرح، حيث أصدر سعيد مسرحية بعنوان «حدث غداً»، وصفها بأنها مسرحية كوميدية سياسية، تتناول حياة البشر بعرض كوميدي مثير، منذ ان رفض ابليس السجود لآدم، وبدأ صراعهما، وهبط آدم إلى الأرض، مروراً بقتل قابيل لشقيقه هابيل، لترث الأجيال خطيئة الأنا، ويقاسي البشر التدافع من أجل التميز والاحتكار والاستغلال. يتساءل أحمد سعيد في مسرحيته «حدث غداً»، التي أصدرها على نفقته الخاصة في مائة وأربعين صفحة من القطع الكبير وأهداها إلى «ضحايا الاستسلام لوهم السلام»: كيف يعم الأرض سلام ومحبة واخاء؟! ولا يجد أحمد سعيد ما هو مناسب لنصه غير إبادة ساخرة لأطراف الصراع الأزلي بين أبناء آدم وبين ابليس، ويهدف المؤلف إلى إثارة السخرية أو تفجير الضحك من خلال فضحه أخلاق شخوص المسرحية، ويقول أحمد سعيد هذه المسرحية مجرد محاولة لإبادة كل شر يأتيه البشر، أتمنى ان تموتوا من شدة الضحك الساخر، حتى يتحقق هدفنا جميعاً بأن تنفق الأنا ويتبدد الحقد والحسد وينتهي كل غضب وعدوان. أدعو الله ان نضحك جميعاً وان نموت معاً من الضحك! ويشار إلى ان الإعلامي الكبير أحمد سعيد عمل بالصحافة في أخبار اليوم ودار الهلال قبل ان يلتحق بالإذاعة في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، وتدرج في المناصب، ويعزى إليه الفضل في تأسيس إذاعة صوت العرب التي عمل مديراً لها في الستينيات، وقد اقترن اسم أحمد سعيد بالبيانات السياسية والعسكرية النارية، خصوصاً في أعقاب نكسة 1967م، وهي البيانات التي وصفت بأنها تحدثت عن بطولات وهمية وأمجاد زائفة، لكن الإذاعة لم تكن وقتها إلاّ كياناً تابعاً للدولة، وقيل ان أحمد سعيد قد حذر محمد فائق وزير الإعلام المصري آنذاك من تبعات الخطة الإعلامية التي أعدت قبل الحرب، ودارت كلها حول انتصار أكيد. وقد اختير أحمد سعيد عضواً في مجلس الأمة المصري في عام 8691م، وشارك كخبير إعلامي على امتداد نصف قرن في التخطيط لإنشاء وتطوير إذاعات عربية وقنوات فضائية، ومن مؤلفاته: القومية العربية ثورة وبناء، عروش صناعية بريطانية، لا فقر في ظل القرآن، ثورة الجزائر، من الإعلام ما قتل، وغيرها.