خلفت قضية العثور على ثلاثة قبور في وسط الساحة في خميس مشيط، أثناء إدخال تحسينات في الساحة تداعيات كثيرة، وباتت حديث الساعة لسكان المحافظة، حتى أن الموقع المكتشف بات مصدر جذب للعشرات من المارة الذين يتوقفون لمشاهدة القبور، ما دعا بلدية الخميس إلى توقف العمل في المشروع ودفن الحفرة التي تحتوي على الرفات وتسويرها مؤقتا لحين الوصول إلى نتائج اللجنة التي تم تشكيلها من المحكمة والبلدية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لإعداد تقرير بذلك تمهيداً لمخاطبة هيئة كبار العلماء لأخذ رأيها في القضية. من جهة أخرى، بدأ بعض من كبار السن والذين يعرفون حقيقة الموقع، الحديث تارة بالهمس وتارة أخرى بالصوت المسموع فيما بينهم، بالعثور على قبور كثيرة أسفل المباني الواقعة في الجزء الشرقي من الساحة المذكورة، خاصة أن المعلومات المختزنة لديهم تشير إلى أن الموقع وقبل أكثر من 40 عاما كان ساحة يدفن فيها الأموات، ومع وفاة الكثير من العارفين بالموقع وهجرة بعضهم من السوق القديم وتغير معالم الموقع الجغرافية أصبح من الصعب تحديد مواقع القبور. وذكر عوض الشهراني من كبار السن أنه مازال يتذكر دفن جثامين عدد من المواطنين في نفس الساحة، مسجلا شهادته لدى الجهات المختصة، فيما أوضح أمام الجامع الكبير في خميس مشيط أحمد الحواشي، أنه طلب من البلدية التوقف عن تنفيذ المشروع والتأكد من حقيقة هذه الحفر وهل تعود إلى قبور من عدمه، وطالب الجهات ذات الاختصاص باتخاذ الإجراءات المطلوبة في مثل هذه الحالات، ويضيف: تتحول هذه الساحة في الأعياد والمناسبات إلى مواقع للاحتفالات، وإذا كان تحتها قبور يجب إغلاق المنطقة لحرمة الموتى، وزاد: «سبق وتبين لنا أن المسجد الصغير الذي يقع شرق الساحة مبني على قبور متجهة على القبلة ورفعنا الأمر إلى الجهات ذات الاختصاص لإيقاف الصلاة في المسجد». إلى ذلك، بين ل «عكاظ « الطبيب الشرعي الذي فحص الرفات المنتشلة من القبور القديمة، أنها تعود إلى 100 عام تقريبا، فيما أكد مساعد رئيس بلدية خميس مشيط للشؤون الفنية المهندس محمد ثابت، إيقاف العمل في الموقع وتشكيل لجنة من المحكمة والهيئة والبلدية للوقوف على الحفريات والتأكد من حقيقتها، مشيرا إلى أنه سبق أن وجدوا مثل هذه القبور ونقل رفات موتاها إلى مقابر أخرى للاستفادة من موقعها.