سقط ثلاثون قتيلا في أعمال عنف في سوريا أمس، في الوقت الذي ناقش فيه مجلس الأمن الدولي مشروع بيان يدعو إلى «إجراءات إضافية» إذا لم توافق سوريا على اقتراحات حل الأزمة التي عرضها الموفد الدولي الخاص كوفي عنان. وناقش الأعضاء ال 15 في مجلس الأمن الدولي مشروع بيان لدعم وساطة كوفي عنان في سوريا، بعد أن تبينت صعوبة الاتفاق على إصدار قرار ملزم. وقدمت فرنسا مسودة النص إلى شركائها ومازالت باريس «تأمل» أن يتم إقرارها كما صرح السفير الفرنسي جيرار ارنو للصحافيين. وتطالب مسودة «البيان الرئاسي» الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية ب «العمل بحسن نية» مع أنان وب «التطبيق التام والفوري» لخطة تسوية من ست نقاط طرحها عنان أثناء محادثاته في دمشق. ويتناول النص النقاط الست بالتفصيل ومنها إنهاء أعمال العنف والالتزام التدريجي بوقف لإطلاق النار وتقديم مساعدة إنسانية وإطلاق حوار سياسي. وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إن القيادة السورية ارتكبت: «أخطاء كثيرة جدا» فاقمت الأزمة في البلاد. وأضاف لافروف في تصريح لإذاعة كومرسانت اف.ام الروسية قائلا: «نعتقد أن القيادة السورية ردت بشكل خاطىء على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها وترتكب أخطاء كثيرة جدا». وكان تصريح لافروف من أشد الانتقادات الروسية لحكومة سوريا خلال الصراع الدائر منذ نحو عام. وكان وزير الخارجية الروسي أعلن في وقت سابق أمس أن روسيا مستعدة للموافقة على بيان في مجلس الأمن يدعم مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان شرط ألا يتضمن «مهلة محددة». وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن مشروع «البيان الرئاسي» حول سوريا لديه «ثلاثة أهداف» هي «وقف أعمال العنف، وقف إطلاق نار في أسرع وقت ممكن، ثم السماح بوصول المساعدة الإنسانية.. ومواصلة العملية السياسية لأنه لا يمكن حرمان الشعب السوري من تطلعاته الديموقراطية». والتقى الموفد الدولي والعربي الخاص إلى سوريا كوفي عنان والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في جنيف حيث وجها نداء إلى وحدة الموقف بحسب الأجهزة الإعلامية للأمم المتحدة. وقالت المسؤولة الإعلامية للأمم المتحدة في جنيف كورين مومال فانيان: «إن الرجلين بحثا الأزمة في سوريا والجهود الدولية المبذولة لمعالجتها». وأضافت: «إن الرجلين شددا على أهمية (توجيه) رسالة موحدة من جانب الأسرة الدولية». وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الوضع في سوريا «لم يعد محتملا ولا مقبولا».