سقط ثلاثون قتيلا في اعمال عنف في سوريا امس، في وقت بدأ مجلس الامن الدولي مناقشة مشروع بيان يدعو الى "اجراءات اضافية" اذا لم توافق سوريا على اقتراحات حل الازمة التي عرضها الموفد الدولي الخاص كوفي انان. فقد قتل 21 شخصا في محافظة حمص، بينهم عائلة مكونة من رجل وزوجته وطفلتهما اثر سقوط قذيفة على منزلهم في مدينة الرستن، و14 شخصا نتيجة القصف على حي الخالدية في مدينة حمص، وثلاثة اثر اطلاق نار في حي باب السباع في المدينة، وطفلة في رصاص عشوائي في حي القصور، حسب ما نقل المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي محافظة حلب قتل شاب في مدينة اعزاز اثر اصابته برصاص قناصة، وقتل شخص في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة وخفيفة في مدينة حماة، كما قتل رجل اثر اصابته في اطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية في مدينة القورية في محافظة دير الزور حسب المرصد. وفي محافظة ادلب، قتل مواطنان "اثر اطلاق الرصاص من حاجز امني على حافلة كانت تقلهما قرب مدينة اريحا"، بحسب المرصد. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان قوات نظامية "اقتحمت اليوم (امس) منزلا في حي الناعورة في مدينة ادلب يستخدم كمشفى ميداني وقامت بحملة اعتقالات واطلقت النار على من قاومها، ما تسبب بمقتل شخصين". واشار الى العثور ايضا في المشفى على جثث ثلاثة منشقين كانوا اصيبوا الاثنين، لكن لم يعلم ما اذا كانوا قتلوا في اطلاق النار امس، ام متأثرين بجروحهم. دمشق وريفها بدوَا كساحة حرب بنزول الجيش الى شوارعها وقتل جندي منشق اثر اصابته باطلاق رصاص في بلدة بنش في محافظة ادلب. في محافظة درعا، قتل جندي من الجيش النظامي السوري في "هجوم نفذته مجموعة مسلحة منشقة على حاجز المشفى في مدينة جاسم فجر الثلاثاء". وافاد المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها ابو عمر لوكالة فرانس برس عن انتشار كثيف للقوى الامنية في ساحة العباسيين في دمشق وفي معضمية الشام امس. وقال ان القوى الامنية اجرت مداهمات في مناطق عدة في العاصمة والريف، بينها في دوما والضمير. وكانت اشتباكات بين قوات النظام ومجموعات منشقة وقعت فجرا في حيي القابون وبرزة في دمشق. وافادت مراسلة وكالة فرانس برس ان بعض الشوارع في العاصمة تشهد حركة سير كثيفة، بسبب اقفال طرق تؤدي الى مبان حكومية وامنية امام حركة السير ونشر حواجز واكياس من الرمل. ويأتي ذلك بعد الانفجارين اللذين هزا العاصمة السورية السبت واسفرا عن مقتل 27 شخصا واصابة 140 آخرين بجروح، بحسب السلطات. وافادت اشرطة فيديو عن حمص وزعها ناشطون على يوتيوب ان قوات النظام تقصف حي باب السباع وحي الخالدية وحي القصور في حمص. وانه شوهدت اعمدة دخان تتصاعد من امكنة عدة. وقال ناشطون ان القصف لم يتوقف منذ ساعات الصباح الاولى. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن "انهيار مبان ومنازل وعن تدمير وتخريب في البيوت والمحال التجارية والسيارات في حي القصور جراء استمرار قصف جيش النظام للحي وإطلاق النار بشكل كثيف وعشوائي". وبدأ الاعضاء ال15 في مجلس الامن الدولي امس مناقشة مشروع بيان لدعم وساطة كوفي انان في سوريا، بعد ان تبينت صعوبة الاتفاق على اصدار قرار ملزم. وقدمت فرنسا مسودة النص الى شركائها وما زالت باريس "تأمل" ان يتم اقرارها كما صرح السفير الفرنسي جيرار ارنو للصحافيين. واوضح ارنو ان النص تمت مناقشته اولا على مستوى الخبراء في الصباح قبل ان يجتمع السفراء بعد الظهر ل"اكمال التفاوض". وتطالب مسودة "البيان الرئاسي" الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية ب"العمل بحسن نية" مع انان وب"التطبيق التام والفوري" لخطة تسوية من ست نقاط طرحها انان اثناء محادثاته في دمشق. ويتناول النص الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه النقاط الست بالتفصيل ومنها انهاء اعمال العنف والالتزام التدريجي بوقف لاطلاق النار وتقديم مساعدة انسانية واطلاق حوار سياسي. وينوي المجلس "اتخاذ تدابير اضافية" لم يوضحها ان لم تطبق النقاط الست في غضون الايام السبعة التي تلي تبني البيان. واعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه امس ان مشروع "البيان الرئاسي" حول سوريا لديه "ثلاثة اهداف" هي "وقف اعمال العنف، وقف اطلاق نار في اسرع وقت ممكن، ثم السماح بوصول المساعدة الانسانية. ومواصلة العملية السياسية لانه لا يمكن حرمان الشعب السوري من تطلعاته الديموقراطية". والتقى الموفد الدولي والعربي الخاص الى سوريا كوفي انان والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي امس في جنيف حيث وجها نداء الى وحدة الموقف بحسب الاجهزة الاعلامية للامم المتحدة. وقالت المسؤولة الاعلامية للامم المتحدة في جنيف كورين مومال فانيان "ان الرجلين بحثا الازمة في سوريا والجهود الدولية المبذولة لمعالجتها". واضافت "ان الرجلين شددا على اهمية (توجيه) رسالة موحدة من جانب الاسرة الدولية". واعتبر جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط امس ان دعم المعارضة السورية "واجب اخلاقي" على اللبنانيين، ودعاهم الى الاستفادة من الانتخابات التشريعية المقبلة "لازالة بقايا" النفوذ السوري في بلادهم. وقال فيلتمان الذي كان سفير بلاده في بيروت عام 2005 خلال لقاء اميركي لبناني عقد في واشنطن "لا يوجد احد خارج سوريا يستطيع ان يدرك اكثر من اللبنانيين وحشية (الرئيس السوري) بشار الاسد".