(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ). وقال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (57) سورة العنكبوت، وقال الشاعر: كل ابن انثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول فجعت وصدمت بوفاة والدتي الغالية رقية عبدالله الجويسر التي كانت تقوم بعدة أدوار بالنسبة لي وللأخوات الكريمات لؤلؤة وعائشة فكانت لنا الأم الحنون وكانت المربية الفاضلة وكانت الصديق والأخت والأخ الحنون قدمت من التضحيات الكثير لم تبخل علينا لا بالقليل ولا بالكثير بل كانت تحرم نفسها من أجل راحتنا سهرت الليالي والأيام وخصوصاً أيام دراستنا فأصبحنا جميعاً بفضل الله ثم فضلها هي ووالدي وخالي سليمان من أصحاب الشهادات العلمية التي نفتخر بها. تتميز رحمها الله بطيب الأخلاق مجلسها تحاول دئاماً أن تجعله يسوده السعادة والابتسامة عهده الوفاء مع صديقتها لا تسمي الواحدة إلا بأختي فلانة من حبها لهن، رحمك الله أيتها الغالية التي كانت دعوتك قبل رمضان أن يبلغك صيامه وقيامه فكانت لك الإجابة وصمت وقمت هذا الشهر كاملاً، يومها في البيت عبادة بداية من صلاة الفجر وكثيراً إذا دخلت عليها وجدتها في سجداتها تصلي أو تذكر الله تعالى لا تحمل حقداً أو كرها على أحد، الصفح والتسامح ميزتها، محبوبة من الجميع لما تتميز به من التواضع والبشاشة، في اجتماع الأسرة الأسبوعي الذي يقام في منزل شقيقها وحبيبها البار بها سليمان عبدالله الجويسر حينما تعتذر عن الحضور يفقدها الصغير قبل الكبير فالله سبحانه غرس حبها في جميع أفراد الأسرة وخارجها، رحمك الله تعالى يا والدتي، ذهبت معي إلى المستشفى وكنت أسأل الله أن لا يقرر الطبيب تنويمك لكي لا أفقدك بمنزلنا الذي من غيرك لا تكتمل راحتي داخله، ولم تخرجي معي إلى منزلنا الذي فقدك وبإذن الله تعالى رزقك روضة من رياض الجنة، يبحثون عنك أحفادك، صغارهم يرفعون أصواتهم ماما رقية وحينما لا يجدونك تذرف دموعهم وهم يتذكرون أجمل الصور التي رسمتيها في الحنان والعطف في قلوبهم، كانت رحمها الله تعالى دائماً ما تتحدث عن فضل يوم الخميس فأكرمها الله بأن تلقاه بذلك اليوم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم)، وكانت تتمنى أن تنطق الشهادة قبل الوفاة فكان لها ذلك بحدث غريب حيث إننا حينما وصلنا المستشفى أصيبت بأزمة قلبية وقد توقف القلب وعمل الأطباء جاهدين إلى إعادة القلب وقد رجع نبضها ووعيها وأخذت تتشهد أكثر من مرة، له الحمد والشكر أعاد لها النبض من أجل أن تلقاه بهذه الشهادة وهذه الخاتمة بعد أن صامت وقامت وتصدقت وأخرجت زكاة مالها. يا والدتي فقدتك وبفقدناك فقدت دعواتك الطيبة فكنت أستمتع بأثر دعواتك وأجد التوفيق والبركة في جميع شؤون حياتي رفعتيني يا والدتي عند المجتمع بمدحك الذي لا ينقطع ووجدت أن الجميع يصب علي المدح على حسن برك وما ذلك إلا من كرمك مع أنني مقصر معك كثيراً ومهما فعلت من أجلك لن أوفيك حقك، يا والدتي الحنون بفقدانك فقدت من كنت ألجأ إليها بعد الله تعالى في أمور حياتي الخاصة والعامة حيث أجد عندك الرأي الحكيم وأجد منك الكلمات التي تفرج عني ضيقة الصدر وتخطف الغضب عني، علمتيني يا والدتي كيف التعامل الحسن مع الناس، تحثني دائماً على البر بوالدي والتواصل مع إخواني وأخواتي. الشكر لكل من وقف معنا في هذا المصاب العظيم ومن قدم التعزية حضورياً ومن قدم من خارج المنطقة، أو تليفونياً، والشكر إلى صحيفة الجزيرة التي قامت بالتعزية في صفحة محليات والصفحة الرياضية، ولا أقول في الختام إلا ما قاله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ). البدائع