لايحمل في قلبه هموم الجالية اللبنانية في المملكة فحسب، بل هموم كل اللبنانيين في الوطن وخارج الوطن. رجل الأعمال اللبناني الدكتور سمير كريدية منذ أوائل السبعينيات وهو يعمل بلا كلل أو ملل في سبيل خدمة مواطنيه ووطنه من خارج لبنان، فلقب بعميد الجالية اللبنانية في المملكة وهو أقل ما يستحقه بحسب وصف اللبنانيين له . استقبلنا في مكتبه في شارع فلسطين في جدة رغم مشاغله وارتباطاته إلا أنه رحب بالحديث مع «عكاظ» حول كل ما يهم الجالية اللبنانية وعبر عن كل الحب الذي يكنه للمملكة والشعب السعودي وعن مشاعر اللبنانيين تجاه وطنهم الثاني المملكة. وأوضح لنا بأن عدد الجالية اللبنانية في المملكة حوالى 230 ألف لبناني، يقطن 100 ألف منهم في المنطقة الغربية و90 ألفا في المنطقة الوسطى و 40 ألفا في المنطقة الشرقية. موضحا أن معظمهم يعمل في مجال المقاولات والدعاية والإعلان وعدد منهم يمتهن الهندسة والطب وإدارة الأعمال والمجالات السياحة والفندقية إضافة إلى دخول البعض منهم مجال الاستثمار في عدة قطاعات حيوية. الدكتور سمير كريدية أفصح عن علاقة وطيدة وقديمة بين اللبنانيين والمملكة منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله. حيث كان السعوديون يأتون إلى لبنان إما للسياحة أو للعلاج أو للدراسة. وأضاف لقد تعمقت العلاقات بين اللبنانيين والسعوديين في عدة مجالات وتطورت بعد ذلك حيث استمر الدعم السخي وغير المحدود والمتواصل للملك عبد الله للبنان وشعبه الذين يكنون كل الود والاحترام للمملكة حكومة وشعبا. وأكد كريدية أن المواقف السعودية المشرفة تجاه لبنان واللبنانيين لا تنسى وخاصة خلال الأزمات والكوارث التي عصفت بلبنان خلال الأعوام الماضية موضحا أن أبرز تلك المواقف التي تجلت خلال الحرب الأهلية في منتصف السبعينيات الميلادية حيث فتحت المملكة ذراعيها في سفارتها في بيروت واحتضن ترابها العديد من الشعب اللبناني الهارب من أهوال الحرب، وأمنت لهم العيش والملاذ الآمن الكريم وأيضا خلال العدوان الإسرائيلي عام 2006 قدمت المملكة ما لم تقدمه غيرها من الدول، بل وكانت مساعدات المملكة لوحدها تضاهي مجموع المساعدات التي قدمتها كل الدول كافة. وهذه هي العادة التي درجت عليها المملكة حكومة وشعبا وهي خصال الإنسان العربي الأصيل الشهم وعاملت اللبنانيين كمعاملة الأخ الكبير للأخ الصغير. وتابع قائلا دائما ما تقوم المملكة بدور قوي وفاعل للدفاع عن لبنان. حيث إن المملكة هي أكبر دولة في العالم مساعدة للبنان في جميع النواحي والمجالات وأكبر الاستثمارات الموجودة في لبنان هي استثمارات سعودية إذ بلغ مجموع استثماراتها أكثر من خمسة مليارات دولار خلال السنوات الثماني الماضية. واستطرد كريدية قائلا نحن كجالية لبنانية تعتبر جالية مسالمة وتحترم القوانين والعادات و لدينا في الرياضوجدة لجان تتابع باهتمام أوضاع الجالية اللبنانية وأنشأنا صندوقا خاصا يقوم على تقديم المساعدات والدعم لهم. وذلك بالتنسيق مع السفارة اللبنانية في الرياض والقنصلية العامة في جدة. ومن خلال هذا الصندوق قمنا ببناء مقر السفارة اللبنانية في الرياض وتأثيث مقر القنصلية العامة في جدة. وكشف أنه تم شراء قطعة أرض في البساتين لبناء مجمع خاص يضم مقر القنصلية اللبنانية العامة الجديد، ومقر سكن القنصل العام وأيضا مركزا خاصا للجالية اللبنانية.