على الرغم من الأسف الذي أعرب عنه عنان نتيجة تعامل النظام السوري معه ،ومماطلته في الإجابة على أسئلته التي كان يمكن لها أن تقود إلى حل للمأساة التي يعيشها الشعب السوري، وما يمكن أن يعكسه ذلك الأسى على تقريره، إلا أن السوريين لا يتوقعون أن يتمكن مجلس الأمن من التوصل إلى حل بناء على تقرير عنان، ما دامت محاولات مجلس الأمن وقراراته تصطدم بالرفض الروسي الذي فهم منه النظام السوري تصريحا مفتوحا لمواصلة سياسة القمع والقتل والتشريد التي يمارسها ضد شعبه الأعزل. كما أن الشعب السوري لا يتوقع أن تغير روسيا وكذلك الصين من مواقفهما الرافضة لأي تدخل عسكري، لوضع حد للمأساة في سوريا، على الرغم من المواقف المتذبذبة والتراجع البطيء الذي تحاول من خلاله الدولتان امتصاص الغضب الدولي والاحتفاظ بمصالحهما في الدول العربية ولذلك لم يكن هناك بدٌّ من العمل على محاور أخرى تتمثل في سعي جامعة الدول العربية لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن، يستجيب لمطالب جيش سوريا الحر بإقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية تشكل ملاذا آمنا للنازحين من المجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد المواطنين الأبرياء، كما تشكل في الوقت نفسه مناطق عبور تمكن من دعم الجيش السوري الحر بالأسلحة كي يتمكن من حسم معركته مع النظام في دمشق. تقرير عنان قد لا يكون مفيدا للشعب السوري لكن الخطوات التي ينبغي اتخاذها بعد هذا التقرير، الذي يؤكد فشل الحوار مع نظام دمشق هي التي يعول عليها السوريون سواء من الشعب أو من الجيش الحر .
