تشتهر مدينة نجران بسوقها الشعبي في حي (أبا السعود)، والذي يضم العديد من التراثيات من الحلي والملابس والأواني التي يتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل وتظل تمثل الشيء الكبير للعديد من أهالي المنطقة وقاصديها من السياح إضافة إلى البضائع التقليدية. وتمارس النساء البيع في السوق الشعبي أسوة بالرجال من خلال الدكاكين أو البسطات الخاصة بهن، حيث يقمن بالبيع في هذه المحال التجارية منذ سنوات عدة حبا في هذه المهنة وحفاظا على تراث الماضي الجميل. تذكر أم خريم والتي قالت إنها تعمل في السوق الشعبي منذ 28 سنة وتمتلك (دكان) بمثابة معرض يحيي في النفوس حب التراث الأصيل وعبق الماضي ويحوي كنوزا تراثية متنوعة بين الحلي والملابس والأواني، والتي ما زالت النساء تقبل على شرائها بغرض استخدامها للبس أو الاحتفاظ بها كقطع تراثية تزين جوانب المنزل أو معارض المدارس. وتتحول أم خريم إلى مرشدة سياحية لكل من يرتاد دكانها وخاصة السياح سواء من داخل المملكة أو خارجها فهي تستقبل الزائرين لدكانها سواء بغرض الشراء أو المعرفة وتجد المتعة وهي تتحدث عن تراث المنطقة وتستعرض لهم الملابس القديمة التي كانت تلبسها نساء المنطقة والتي تتكون من المكمم والقمصان البيضاء والسوداء بالإضافة إلى الخيط وحلقه التي توضع فوق الرأس، وكذلك أنواع الحلي التي كانت تتزين بها النساء قديما مثل اللازم، والمطال، الخروص، والحزام، السمط، واللبة، والأواني القديمة والتي ما زلن يتمسكن بها ويجهزن بناتهن عند الزواج بها وهي تعتبر من أساسيات المطبخ النجراني ومنها المدهن والمطرح وكذلك القدح والدرجة ودلال القهوة المتنوعة. وعما إذا كانت النسوة في وقتنا الحالي تلبس هذه الملابس ذكرت أم خريم أنهن ما زلن يلبسنها ولكن في مناسبات معينة مثل الأعراس والأعياد وذلك إحياء للعادات والتقاليد القديمة، وعن موطن هذه البضاعة وكيفية حصولها عليها قالت إن بعضها يصنع في المنطقة وبعضها يستورد من اليمن. كما تحدثت أم صالح وهي إحدى مرتادي السوق الشعبي تقول بأنها تأتي السوق الشعبي حالها بذلك حال نساء المنطقة بمحافظاتها، فهو يحوي البضائع الشعبية والتقليدية والتي تكون غالبا مصنوعة باليد وكذلك محلات العطارة، والتي يقبل عليها الجميع بشكل ملحوظ كون سعرها أرخص من المجمعات الكبيرة. الميزب ولا تزال نساء منطقة نجران يعتمدن على الصناعات القديمة في العصر الحاضر، حيث لا تزال المرأة النجرانية تعتمد على (الميزب) في حمل طفلها المولود، حيث يعتبر الميزب وعاء مصنوعا من الجلود ويحتوي على زخرفة ويعتبر من أشهر الصناعات الجلدية في نجران. وأكد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة محمد ناصر آل مردف أنه ما زالت المنطقة تشتهر بموروثها التراثي سواء للاستخدام اليومي أو المقتنى إحياء للتراث، والسوق الشعبي يعد إحدى الواجهات السياحية للمنطقة وما زال يحافظ على قيمته التراثية، وتتعاون الجمعية مع بعض أصحاب الدكاكين والمحلات التجارية في مختلف المناسبات والمهرجانات سواء التي تقام داخل المنطقة أو خارجها وذلك من منطلق اهتمامات الجمعية في التعريف بالتراث النجراني والمحافظة عليه. وعن دور هيئة السياحة والآثار بمنطقة نجران في المحافظة على تراث المنطقة يقول مدير هيئة السياحة والآثار بمنطقة نجران صالح بن محمد آل مريح أن السوق الشعبي يعتبر ضمن المسار السياحي المعتمد للمنطقة وهو يمثل الحرف اليدوية ويمثل جانبا مهما من جوانب مقومات السياحة في المنطقة، وأضاف آل مريح أن الأمانة مهتمة بتطوير الأسواق الشعبية بتوجيه من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز.