عندما كنا صغارا في مراحل التعليم العام، يحصل في بعض أيام الدراسة تجمع غيوم في السماء إنذارا بقرب هطول الغيث فيصيح بعض الطلبة منذرين زملاءهم ومعلميهم: مطرة.. مطرة.. يريدون من ذلك السماح لهم ولبقية الطلاب بالخروج والانصراف إلى منازلهم، ولكن إدارة المدرسة لا تستجيب لهم إلا إذا حضر أولياء أمورهم وطلبوا منها اصطحاب أولادهم لإعادتهم إلى منازلهم، أما الباقون فإنهم يظلون آمنين في الفصول الدراسية حتى يتوقف هطول الأمطار وتصبح الطريق آمنة والتحرك فيها ميسرا، وعندها تسمح إدارة المدرسة بخروج الطلاب حتى لو لم ينته الدوام الدراسي لذلك اليوم الماطر، ولكن يبدو أن النظام المرن الذي كان متبعا مع أحوال الطقس في أيامنا الدراسية، قد بدأت تخالفه وتطبق غيره المدارس والمعاهد والجامعات وربما كان سبب هذه الإجراءات المخالفة لما عهدناه من قبل أن مدارس البنات والبنين وما بعدهما من معاهد وكليات أصبحت تخشى من مسؤولية بقاء الأبناء والبنات في مواقعهم عند هطول الأمطار فتتخلص من مسؤولياتها بإخلاء المبنى قبل نزول الغيث ليلحقوا بأسرهم، ولينصرف المعلمون والمعلمات في الوقت نفسه إلى منازلهم في الوقت المناسب، ولكن هذه العملية محفوفة بعدة مخاطر، منها أن الطلاب والطالبات إذا أخرجوا من المدارس والكليات بقوا على قارعة الطريق في انتظار وصول ذويهم، فإن هطلت الأمطار عليهم تعرضوا لمخاطر السيول وأذى كبير، لاسيما إن حاول بعضهم السير على قدميه بعد تأخر وصول ذويه عنه. مارا بشعاب ومنزلقات وتجمعات مائية وسيول جارفة وحفر مغطاة بالمياه وتماسات كهربائية لأسلاك أعمدة نور مغمورة في المياه، ومنها أن إخلاء المباني الدراسية قد يعرض الطلاب والطالبات لمخاطر خلقية من قبل بعض الذئاب البشرية الذين قد يعرضون عليهم التبرع لإيصالهم إلى منازلهم بزعم أنهم يريدون مساعدتهم مساعدة وطنية وإنسانية فيقعون في شباكهم السوداء إلى غير ذلك من المخاطر التي لا تخفى على ذي لب ولهذا فإن المصلحة تقتضي بقاء الطلاب والطالبات في مدارسهم وكلياتهم عند وجود نذر بقرب هطول الأمطار فلا يخرجون ولايخرجون إلا إذا جاء أولياء أمورهم وإلا بقوا حتى توقف الأمطار وزوال الأخطار، وأن تبلغ بالتوجيهات جميع الوزارات المعنية لتكون ملزمة بالمحافظة على طلاب وطالبات المدارس والجامعات من جميع المخاطر التي قد يتعرضون لها. والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة